سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوهم يجب ألا يقنعنا بأن الصحفي يمكن أن يكون فقيهاً والحلاق طبيباً والإرهابي مصلحاً أكد أن له سلطاناً على الإرادة وحكماً على العزيمة .. إمام وخطيب المسجد الحرام .. محذراً:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا فضيلته إلى الحذر من الظن والوهم والعمل بمقتضاهما وما يقاس عليهما من أعمال، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام إن كل إنسان على هذه الأرض له آمال وتطلعات ويتحسس تواجدها في حياته ويستوي في ذلك الصغير والكبير وذلك لان الأحلام والآمال ليست حكرا على احد، وأضاف فضيلته انه ليس عيبا أو جريمة أن تكون مما تتجاذبه هذه الأمور بين الحين والآخر غير أن يكون طابع الآمال والأحلام مجرد الأوهام لا غير سواء كانت أوهاما في الرغبة أو في الرهبة في الرجاء أو في الخوف . مشيرا فضيلتهإلى أن الوهم تارة يكون مرآة المنغصات ومذكي المرغبات وتارة يكون محلاً للأنس والمسرات والخمار مع الأطياف وهو في جميع الأحوال حجاب الحقيقة وعكس الواقع وغشاء على عين البصيرة . موضحا فضيلته أن للوهم سلطاناً على الإرادة وحكما على العزيمة وشيوعا ذريعا في أوساط القعدة و المتهورين . وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الوهم يمثل أن القوي ضعيف والضعيف قوي والقريب بعيد والبعيد قريب كما ان الوهم يذهل الواهم عن نفسه ويصرفه عن حسه وإذا خفيت الحقائق تحكمت الأوهام وتسلطت على الإرادات وقال الشيخ الشريم إننا نعيش في زمن حجبت فيه سحب الأوهام شمس الحقيقة إلا ما شاء الله فاشتكت المجتمعات والأفراد حتى أصبحت الحقيقة ضالة قل من يهتدي إليها . وكشف فضيلته أن من أعظم الأوهام خطورة هي أوهام المجتمع المسلم التي كانت ولازالت تحسب كل غريبة جاءت من غيرهم معجزة من المعجزات وكل بديع من الاختراع والتطور يقوم به من سواهم ماهو إلا سحر أو شبه سحر فلا يمكن محاكاته ولا مجاراته . فثارت خواطر الأوهام وبنت في عقول المجتمعات المسلمة هي اوهن من بيت العنكبوت فاذكت ضوضاء بديعهم هواجس أوهامنا فرضينا بالقعود والدون والعجز والفشل فنجح الغير وفشلنا نحن وتقدموا هم وتأخرنا . وفرضوا الحقائق في واقعهم وغلب على واقعنا الأوهام فنحلت الرابطة وتمزق الحبل المتين والسبب في ذلك كله غلبه الوهم التي خدر العقول قبل أن يخدر الأجساد . وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الوهم القى ساتراً حرم أصحاب العقول الضعيفة من الإصلاح والاستفادة من الصواب الذي يأتي به الغير والذي يمنح القدره على العمل والانجاز واغتيال الأوهام مشيرا فضيلته ألا يمكن أن يتغير واقع حكمه الوهن لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . وأشار فضيلته إلى أن المجتمعات العالمية ابتليت بنوعين من الأوهام يختلف سبب كل واحد منهما عن الآخر حيث نرى أن الوهم في المجتمعات المسلمة غلاب في كثير من الشؤون سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية والناظر بعين بصيرته النائية عن الأوهام يدرك قيمة الحقيقة وغيور الجرح الذي يأتي به الوهم فكم هي القضايا و الأطروحات والتطلعات في المجالات الآنفة والتي يجلب عليها بالخيل والرجل فتمر الأيام فتكشف إنما كانت مجرد خيالات وتعلق بأهداب وهم من شأنه أن يجعل غشاوة ليصبح الزين قبيحاً والشر خيراً . ولهذا فان تجرع الوهم في بعض المجتمعات المسلمة كان ناتجا عن احباطات متكررة وانهزامات متوالية هادت إلى تشبثها بالوهم عله يخفف جراحها ويزيل آلامها . وأضاف فضيلته أننا نرى الوهم في المجتمعات غير المسلمة التي بلغت مبلغا من الحضارة والرقي المادي الذي افقدها كل روحانية وسلب منها معاني الإنس بالحضارة والفرح بالطغيان المادي الهائج لنراه أضحى سلعة رائجة عندهم ليطفو به نار الكآبة والجفاف المادي في جرعة مسكر أو شمة مخدر أو إحساس بهيمنة على المجتمعات المسلمة ليطلوا من نافذة الوهم والتي لا تدوم مشرعة ثم تغلق فتنكشف الحقيقة فيعلمون أنهم إنما تداووا بالذي كان هو الداء . وبين فضيلته أن الوهم هو داء يصعب كبح جماحه إلا من الواهم نفسه فردا كان أو مجتمعا ودعا فضيلته المجتمع المسلم إلى ان يراجع فكره ويحكم نظراته بالأحداث والواجبات ويتقن تشخيصها ويحسن علاجها بعيدا عن قفازات الأوهام وأقنعة الحقيقة التي تقتل الوعي ولا توقظ الضمير فتخلط بين الأوراق حينئذ ولا نستطيع قراءة ما بين السطور ليكشف لنا كل يوم أضحوكة جديدة . وحذر فضيلته أن يسلب الوهم شخصياتنا ويقنعنا بأن الصحفي يمكن ان يكون فقيهاً والحلاق طبيباً والمهرج مثقفاً والإرهابي مصلحاً .