قوة الإرادة والعمل التطوعي وإثبات الذات وقبلهم عشق الوطن كانت ولا تزال دافعا لمجموعة فتيات وشباب أعضاء الجمعية الوطنية لطلاب الطب لإقامة مشروعهم الخيري لحماية الطفل بالرغم من العوائق المادية التي تعترضهم, بعد أن عقد منسوبوها العزم على مواصلة تنظيم المهرجان الثاني لحماية الطفل (خطوات) والذي سينطلق يوم الثلاثاء 21 ربيع الآخر في الصالة الخضراء, وتنتظر عضوات الجمعية أن يصلن إلى المبلغ الذي حدد في ميزانيتها لاستكمال الترتيبات التي يتطلبها تنظيم المهرجان لكن قلة الرعاية تحول دون أن تنفذ الجمعية كامل برامج المهرجان. وتوضح رئيسة العلاقات العامة في مهرجان حماية الطفل "خطوات 2" روان المخدوم أن الأزمة المالية التي يتعرض لها المهرجان في نسخته الثانية دفعتهم لإلغاء عدد من البرامج منها بناء غرفة جلوس للطفل وتم استبدالها بتجهيز غرفة من أثاث عضوات الجمعية لتوفير المصروفات, مشيرة إلى أن الجمعية لجأت إلى إقامة أسواق خيرية (بازارات) لرفع ميزانية المهرجان حتى يتمكنون من إقامته، لكنها استدركت أن هذه البازارات لم تدر على الجمعية حتى الآن إلا مبلغا لا يزيد عن خمسة آلاف ريال، مضيفة أن البازار الذي يجري تنظيمه الآن في القرية التراثية في الخبر يُستقبل فيه الراغبون في التسوق حتى يوم غد الخميس يحوي على مجوهرات للنساء وملابس وكتب ورسوم ونقوش وألعاب للأطفال، داعية أهالي المنطقة الشرقية للمساهمة في المهرجان من خلال زيارة البازارات والاقتناء من معروضاته للمساهمة في رفع ميزانية المهرجان، كما وجهت رسالة لرجال العمال للمبادرة بالتبرع للمهرجان وإنجاحه بالدعم المادي والمعنوي لتحقيق الأهداف التي يصبو إليها. وأوضحت المخدوم أن المخاطر اليومية التي يتعرض لها بعض الأطفال في مجتمعنا العربي من ممارسات العنف والتحرش الجنسي والمؤثرات السلبية الأخرى داخل البيئة الأسرية أو البيئة المجتمعية المحيطة بهؤلاء الأطفال تحتاج إلى وقفة صادقة من كافة المؤسسات الحكومية والخاصة لمعالجة هذه الإشكاليات التي بدأت تتفاقم في السنوات الأخيرة, مؤكدة في سياق حديثها أن المهرجان سيسلط الضوء على تلك المشاكل بطريقة مبسطة يتم خلالها تثقيف الأسر والأطفال بالحلول والبدائل المطروحة بمساعدة كوكبة مميزة من المختصين في مجالات العلاج الأسري وتطوير المهارات، حيث عملت اللجنة المنظمة هذا العام على تطوير المهرجان الذي سيستمر أربعة أيام بشكل متميز في طرحه وموضوعاته التي تتناول حياة الطفل والأسرة وكافة المؤثرات المحيطة بهذه البيئة المجتمعية بأسلوب تفاعلي ترفيهي ممتع. ومن جانبها أكدت الناشطة الاجتماعية رنيم بخاري أن استضافتها للمعرض الخيري "البازار" المتعلق بدعم مهرجان حماية الطفل "خطوات 2" جاء تعبيرا عن دعمها المادي والمعنوي للشباب في الأعمال التطوعية ومساندتهم في المشاركة بمثل هذه المشاريع الخيرية التي تعالج قضايا ومشاكل الطفل داخل أسرته وبيئته المحيطة, منتقدة القطاع الخاص في عدم تفعيل مسئوليته الاجتماعية تجاه دعم ورعاية هذا المهرجان الخيري الذي لا يزال يحتاج إلى وقفة جادة من الشركات الكبيرة ورجال وسيدات الأعمال بالشرقية, وذكرت بخاري أن المعرض انطلق أمس الأول ويستمر حتى غد الخميس، حيث يتضمن العديد من المعروضات الثقافية والتجارية والأعمال الفنية والترفيهية التي وفرتها اللجنة المنظمة أمام الزوار بهدف تحويل مردودها المالي لرعاية ودعم مهرجان الطفل. وأفاد المنسقين العامين لمهرجان خطوات علي الخروف وعائشة الجناحي باستهداف أكثر من 30 ألف طفل مع أسرهم بالمنطقة الشرقية للاستفادة من المشروع الخيري وفعالياته المختلفة التي توضح كيفية حماية الطفل من المخاطر والأضرار المحيطة به وطرح أفضل الطرق العلاجية حيث سيظهر المهرجان بهيئة عالم مكون من عدة قرى يتجول الزوار خلالها مشاركين في أنشطتها الترفيهية والتثقيفية الهادفة التي تساهم في إكساب الطفل مجموعة من المهارات الحياتية, مشيرين إلى اعتزام الجمعية الوطنية لتعميم المهرجان على معظم مناطق المملكة لوصول الفائدة لكافة شرائح المجتمع وإحداث تغيير إيجابي تجاه حياة الطفل.