ينعقد ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2010 متناولا عبر جلساته العلمية وورش العمل موضوعا هاما يمثل أحد الأبعاد الرئيسية للسياحة وهو (السياحة وفرص العمل). وموضوع ملتقى هذا العام يعكس جانبا من الأهمية التي تمثلها السياحة باعتبارها أحد أكبر القطاعات الاقتصادية الموفرة لفرص العمل حسب إحصاءات منظمة السياحية العالمية.ووفقا للإحصاءات العالمية فإن قطاع السياحة يسهم بشكل مباشر في الناتج العالمي بنسبة 3.2 في المائة، وبأخذ تأثير هذا القطاع في الأنشطة الأخرى في الاعتبار فإن أثر السياحة يرتفع إلى 9.4 في المائة من الناتج الإجمالي العالمي، لاسيما أن قطاع السياحة يتميز بكونه قطاعا خدميا يقوم على كثافة الموارد البشرية وبالتالي فإن الاستثمار فيه يولد فرص عمل أكثر من حيث الكم والنوع مقارنة بالاستثمار المماثل في أي قطاع آخر، إذ يشكل العاملون بشكل مباشر في هذا القطاع ما نسبته 8.6 في المائة من إجمالي القوى البشرية العاملة عالمياً، وهو ما يجعله يحتل مكانة متقدمة ضمن أكثر ثلاثة قطاعات مولدة لفرص العمل حول العالم، إلى جانب الميزة النسبية التي يحتلها هذا القطاع بقدرته على استيعاب شرائح عريضة من الموارد البشرية باختلاف تأهيلها العلمي وتوزعها الجغرافي. ورغم هذه الميزة التي توفرها السياحة لطالبي العمل، إلا أنه لابد من الإشارة إلى أن حجم الإقبال من الشباب السعودي على وظائف القطاعات السياحية ما زال محدودا مقارنة بالعدد الذي يتطلبه القطاع، وربما أن الفهم المغلوط لدى الكثير من الشباب باقتران السياحة بالترفيه فقط أسهم في جهل هذه الفئة بواقع السياحة كقطاع اقتصادي متكامل وصناعة حديثة تتشعب مجالاتها لتطال صناعة الفندقة وسياحة الأعمال والمؤتمرات وسياحة التراث وغيرها، وكل هذه المجالات تنتظر شبابا سعوديا يقود دفتها خاصة وأن السياحة السعودية مقبلة على نقلة حديثة ومستقبل متطور من خلال مشروعات وبرامج متعددة تؤسس لها الهيئة العامة للسياحة والآثار بقيادة رئيسها الأمير سلطان بن سلمان الذي أكد أكثر من مرة وفي تصريحات صحفية مختلفة أن مهمته الأساسية والأولى هي إيجاد فرص عمل للمواطنين في قطاع السياحة، وهو ما بدأت الهيئة في عمله سواء من خلال برامج التدريب والتأهيل التي يقدمها مشروع تنمية الموارد السياحية البشرية (تكامل) أو من خلال الشراكة بين الهيئات وجهات أخرى مثل المؤسسة العامة للتدريب التقني والجامعات السعودية والتي أثمرت عن تحقيق نتائج مهمة في سبيل تأهيل القوى البشرية الوطنية لتكون قادرة على العمل في المجالات السياحية من خلال تأسيس عدد من كليات للسياحة والفندقة وكليات السياحة والآثار في عدد من مدن المملكة، إضافة إلى بناء المعايير المهنية للحقائب التدريبية في قطاع السياحة والسفر. وختاما فإننا ننتظر أن يثري المتحدثون في جلسات عمل الملتقى هذا الموضوع الهام، وأن يشكل هذا التجمع للمستثمرين والمسؤولين في السياحة إضافة جديدة لدعم برامج السعودة وفرص العمل في قطاعات السياحة المختلفة. •مدير إدارة الإعلام السياحي ورئيس اللجنة الإعلامية للملتقى