في زيارة هي الثانية من نوعها بعد العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة التي أطلق عليها اسم "الرصاص المصبوب"؛ قام الأمين العام للأمم المتحدة أمس بزيارة الى القطاع استمرت ساعتين فقط وذلك للتعبير عن "تضامنه" مع الشعب الفلسطيني ورفع الحصار الجائر. ودخل بان كي مون الى غزة من معبر بيت حانون (ايريز) بين القطاع الفلسطيني والأراضي المحتلة حيث كان في استقباله مئات المعتصمين من الطلاب والأطفال والجرحى والمتضررين من الحصار والعدوان لمطالبته بالتحرك لرفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من أربع سنوات. واصطف قرابة 200 من طلبة المدارس بالقرب من معبر بيت حانون على امتداد شارع صلاح الدين رافعين الأعلام الفلسطينية والشعارات المنددة بحصار غزة وإلى جانبهم مئات الجرحى مبتوري الأطراف جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع كان من بينهم أحد المرضى ملقى على سرير بجانب المعبر مناشداً الأمين العام للأمم المتحدة إنقاذ حياته وحياة المرضى الفلسطينيين المحرومين من العلاج بالخارج نتيجة استمرار الحصار الاسرائيلي على القطاع. وسلَم أهالي عزبة عبد ربه رسالة أهل غزة المحاصرين – باللغتين الإنكليزية والعربية - للأمين العام للأمم المتحدة مفادها مطالبته بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة آلاف المرضى المحرومين من العلاج بسبب الحصار الإسرائيلي والتدخل الجاد لإنهاء الحصار ورفع معاناة أهالي غزة. وتوجه مون الى عزبة عبد ربه شمال القطاع للاطلاع على الدمار الذي سببه القصف الإسرائيلي الذي جرى من 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008 الى 18 كانون الثاني/يناير 2009. وقال بان انه "يتفهم" ما وصفه مخاوف (اسرائيل) من حماس و"يشاطرها" هذا القلق لكنه رأى ان مواصلة الحصار الإسرائيلي "يفرض معاناة غير مقبولة" على المدنيين. وأكد مون أن سياسة الحصار التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ضد قطاع غزة منذ أربع سنوات غير مفيدة وغير مقبولة على الإطلاق، متعهداً مواصلة الضغط عليها لرفع الحصار والسماح بإعادة بناء الحياة الفلسطينية. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مدينة خان يونس جنوب القطاع أثناء تفقده مشروعا إسكانيا لوكالة الغوث (الأونروا) "نصف السكان في غزة تحت سن 18 عاما يعانون أكثر من أي فئات أخرى بسبب الحصار، وهذه السياسة غير مفيدة، وهي تشجع التهريب وتضعف المعتدلين وتشجع المتطرفين"- حسب قوله -. وأوضح أنه جاء إلى غزة ليعبر عن تضامنه مع الشعب في غزة، وتابع "أعرف أن الظروف صعبة للغاية لكن أقدر لسكان قطاع غزة الذين يقدمون لعائلاتهم الطعام رغم كل الظروف الصعبة، وفي كل يوم هم يثبتون بطولتهم وأنهم أناس غير عاديين وأنا أؤيدهم في ذلك".