أوضح الدكتور عائض الردادي، بأن أمسية الاحتفاء بسيرة الأديب عبدالله ابن دريس الأدبية والثقافية، تأتي ضمن الاحتفاء المتواصل بالثقافة والمثقفين، مشيرا إلى أن المحتفى به يجعل حديث التكريم حديثا ذا شجون في الأدب والثقافة والإدارة والصحافة. أما الأستاذ إدريس بن عبدالله الدريس، فقد عبر عن عمق سروره بتكريم والده في هذه الدورة من المهرجان، مشيرا إلى أن حديثه عن والده بمثابة الحديث عن شخصية عامة، يشترك فيها مع غيره ممن عرفوا والده أديبا وإداريا.. مشيدا بما تميزت به شخصيته من عدل وعطف وإنسانية حانية على أولاده.. وصولا إلى ما يميز والده من تواضع وورع ديني، ونزاهة مالية.. مستشهدا على هذه الصفات التي عرفها من والده بالعديد من المواقف الحياتية التي عاشها معه، وأصبح شاهدا عليها في أمسية تكريمه والاحتفاء به.. وأنه المتنور المنفتح المحافظ على كافة الثوابت.. مستعرضا ما تعنيه مكتبة والده المنزلية، وما تضمه من مصادر ومراجع، انعكست على أفراد الأسرة بحب القراءة، مما جعلها طقسا محببا لدى أفراد الأسرة.. مشيرا إلى ما وصل إليه بعد ذلك من تقليد والده في كتابة الشعر، إلا أن غمز البعض بجهد والده في التصحيح والتصحيف مما جعلهم يستكثرون نظم الشعر على طالب لا يزال في المرحلة الثانوية ينشر في أكبر الملاحق الثقافية بصحيفة الرياض..مختتما حديثه بما يميز والده بوصفه أديبا متنورا ملتزما، وناقدا احتفى بالإبداع الجديد لعدد من أصحاب التجارب الأدبية الحديثة.. رافعا شكره إلى مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. أما الدكتور محمد الربيع فقد تحدث عن مقاربات أدبية في بعض مواقف ابن إدريس الأدبية والنقدية، والتي استهلها بمواقف وآراء من كتاب المكرم ( شعراء نجد المعاصرون) بعد مضي نصف قرن وما مثلته تلك الآراء من ثبات يعكس توازن منهجه النقدي، إلى جانب التنبؤات والحس النقدي عنده تجاه جمع من أصحاب التجارب الشعرية في كتابه.. مستعرضا العديد من المواقف النقدية كالموقف من الشعر العامي، والموقف من الاهتمام بتعليم العربية للوافدين إلى المملكة، إضافة إلى موقفه من إنشاء مجمع للغة العربية، وما حظي به الكتاب من إشادة من النقاد العرب، بوصفه سفيرا للشعراء في تلك الحقبة إلى أقطار العالم العربي، وما استطاع أن يقدمه من تعريف للأدباء العرب بالحركة الأدبية في بلادنا.. وما صاحب انتشار الكتاب فيما بعد من آراء نقدية، وما يكشفه منهج المؤلف من منهج ذوق أدبي. من جانب آخر وصف الدكتور حسن الهويمل، بأنه لا يكاد ينفك من المحتفى به، وإلا وسرعان ما يعود إليه، عطفا على تجارب ابن إدريس الأدبية التي جمعتها الموهبة والثقافة والممارسة، بوصفه صحفيا كاتباً، ومؤرخا للآدب، ومعلما وإداريا، وناقدا راوح بين الانطباعية والذوقية الأدبية.. مشير إلى تأثره بكتاب (شعراء نجد المعاصرون) وما تبع ذلك إبان تسنم كل منهما رئاسة مجلس إدارة ناد أدبي، وصولا إلى الرسائل الجامعية التي تناولت ابن إدريس في مرحلة الماجستير والدكتوراه، مستعرضا عددا من الرسائل التي تناولت ابن إدريس شاعرا وناقدا، إلى جانب ما أورده الهويمل من وقفات للمكرم فيما عاش من مخاضات عربية وأدبية تمثلت في الأوضاع العربية من جانب، وأوضاع التيارات الأدبية وفي مقدمتها الحداثة من جانب آخر، إلى جانب مواكبته لشعراء نجد في ابعادهم الموضوعية، إضافة إلى سجالاته الثقافية والأدبية مع عدد من مثقفي المملكة.. مؤكداً على أن ابن إدريس ولد شاعرا وعاش شاعرا، عبر حديث أسماه الهويمل ب(خمسون عاما وأنا أطارحك القضايا). من جانب آخر استعرض الدكتور مسعد العطوي، ما قدمه المحتفى به في شعره، بوصفه شاعرا من شعراء القيم الإسلامية، وما جسدته مسيرته الشعرية من قيم إسلامية، ورؤية فكرية وفلسفية، والتصالح بين العقل الذاتي والرؤى لروح شاعرية تنهل من ثقافة عصرية متزنة.. وما يميز ابن إدريس من قدرة شعرية قوامها الثقافة والرؤية، وتقديم البرهان على الرؤية، والدليل المعرفي على إقامة الحجة، وما يمثله شعره من مرحلتين شعريتين كبريتين الأولى تسبق تأليفه لكتابه (شعراء نجد المعاصرن) والثانية لاحقة بعده..مستشهدا بالعديد من قصائد ابن إدريس على هذه الرؤى تارة، وما تعكسه من القضايا الوطنية والعربية تارة أخرى. جاء ذلك في الندوة التي أقيمت للأديب عبدالله بن إدريس، بوصفه الشخصية المكرمة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، في دورته الحالية، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء، تحت عنوان (الأديب عبدالله بن إدريس: حياته وسيرته الأدبية والعلمية) والتي شهدت حضورا كبيرا لافتاً.