في الاسبوع الماضي تحدثت عن حكاية المرأة التي تعثرت حياتها مع زوجها الذي تعتبره كثير الخيانة .. بسبب علاقاته النسائية المتعددة .. والتي ضبطتها بالجرم المشهود حسيا أكثر من مرة .. وأنها لم تتأكد إذا ما كانت الأمور تطورت جسديا أم أن الأمر لم يتعدّ تلك الأحاديث الحسية .. بعد نشر المقال اتصل بي أحد الرجال ممن نجد صورهم كثيرا على صفحات الجرائد معاتبا .. وقال إن هناك علاقات لا تفهمها المرأة أحيانا .. خاصة وأن الرجل لم يبدر منه أي تصرف مريب سوى بعض المحادثات الهاتفية .. والتي قد تكون لا تتعدى ذلك .. وقال إن الرجل أحيانا يلجأ الى امرأة أخرى لتفريغ ما بقلبه من هموم وأحاسيس خاصة اذا كانت زوجته لا تقوم بهذه المهمة .. وتنشغل عنه بأمور أخرى .. وطالبني بعدم التشكيك في أي علاقة بين الرجل والمرأة اذا ما كانت في إطار العلاقات الإنسانية الحسية فحسب .. وأن الرجل قد يجد في حياته امرأة تستطيع أن تستوعبه .. ويظل مخلصا لزوجته ووفيا لها . لكنه قد يرتبط بتلك المرأة ارتباطا نفسيا وحسيا.. قلت له يا سيدي .. هذه وجهة نظر .. قد لا نتفق معها .. ولكن نحترمها .. وأحلته الى العديد من التعليقات التي ساهم بها القراء على الموقع الالكتروني للجريدة .. والتي منها من يطالب تلك الزوجة بالتفاهم السليم مع زوجها .. ومنها من نصحها بالصبر اذا ما كانت إيجابياته أكثر من سلبياته .. وهناك من طالبها بالمواجهة وعدم الصمت أو القبول بالأمر الواقع .. وهناك من الرجال من قال إن الزوجة هي السبب وإنها هي التي دفعت بالزوج الى البحث عن أخرى ليجد لديها ما يفتقده لدى زوجته .. وهناك من طالبها بضرورة أن تحارب من أجل أن تحافظ على زوجها وبيتها وعالمها الخاص .. ولا تسمح لأي من كان أن يخرب حياتها .. ومن التعليقات من طالب الزوجة أن تتعامل بذكاء .. وان تغير من اسلوب حياتها وسلوكها وتصرفاتها واهتماماتها .. وأن تبحث في التفاصيل الصغيرة التي من الممكن ان تجعل زوجها مرتبطا بها وبعالمها بعيدا عن أي مغريات أخرى .. وهناك من طالبها بالانفصال عنه .. وأن الخيانة هي الخيانة سواء كانت حسية أو جسدية .. الأمر سيان .. ولا يمكن العيش مع من كان طبعه الخيانة مهما كبرت أو صغرت. لكنني وفي الحقيقة ومن بين جملة التعليقات التي نشرت في الموقع الالكتروني أو العديد من الايميلات التي تلقيتها بهذا الشأن .. استوقفني ايميل ممن أطلقت على نفسها (ضحية الوهم) روت لي فيه أنها تزوجت عن حب شديد .. ومحاربة شديدة لأهلها الذين كانوا يرفضون الزوج .. وبعد سعادة دامت ثلاث سنوات .. بدأ سلوك الزوج بالتغير تدريجيا .. وصار كثير السفر والسهر والخروج .. ولحرصها على بيتها صارت تتبع شكوكها .. واستطاعت التأكد بما لا يدع مجالا للشك بخيانة الزوج .. وكانت صدمتها كبيرة للغاية .. خاصة وأنها ضحت بالدنيا من أجله .. وانها ساعدته كثيرا ليصل الى ما وصل اليه من خير ونعمة .. ولم تتردد في مواجهته بالأدلة .. اعترف وأبدى ندمه .. وانصلحت حاله عدة شهور .. لكنه بعد ذلك عاد الى سيرته الأولى. تقول زاد غيظي وحقدي وضعفي .. وقررت الانتقام بطريقة قد تكون مذلة له .. وحدث أن تعرفت على أحد الشباب عن طريق الانترنت .. وصرت اسهر على النت بالاحاديث معه .. تطور الأمر الى أحاديث هاتفية .. ووجدتني شيئا فشيئا أجد الكثير من المتعة مع هذا الشاب الذي أدهشني وأضحكني وأسعدني .. تطور الأمر الى عدة لقاءات سريعة في أماكن عامة .. كل هذا الأمر والزوج يغرد خارج السرب .. وأصبحنا جسدين بلا أرواح .. كلا منا له روح خارج اطار البيت .. وخارج اطار المؤسسة الزوجية .. ووجدتني انساق وراء هذا الشاب وأتعلق به .. وكلما تذكرت خيانات زوجي ازدادت الرغبة لدي بالانتقام .. وتوطيد تلك العلاقة مع هذا الشاب .. لكنني كنت وسط ذلك حريصة كل الحرص على أن أدخل في دائرة المحرمات .. وأن أحافظ على حدود تلك العلاقة التي وجدت لها الكثير من التبريرات في داخلي .. لكنني كنت في أوقات الصفاء والنقاء .. خاصة عندما أحتضن طفلتيّ الجميلتين أغرق بالبكاء على ما أفعله .. وعندما شعرت أنني أنساق الى التمادي في تلك العلاقة .. خاصة وأن هذا الشاب كان كثير الإلحاح الى تطويرها .. وجدت أنني بهذا أنتقم من نفسي ولا أنتقم من خيانة زوجي .. ووجدت أنني أسير في طريق قد يجرني الى ويلات لا حصر لها .. وأنني قد أكون في أي لحظة ضحية وأدفع ثمنا غاليا .. صار ملاذي هو الله .. وصارت الصلاة هي محراب نقائي والقرآن وسيلة طهارتي من تلك الأحقاد التي تسربت الى جسدي .. وكانت ابنتاي الصغيرتان هما المسكن الأكبر لآلامي وهما الرادع عن آثامي .. وقررت أن أنهي هذه المهزلة التي أعيشها .. وأن أضع حدا لكل هذا التخبط والعشوائية .. واتجهت الى من كنت أخشى اللجوء اليه .. خشية الاعتراف بالخطأ على الإصرار على الاختيار الخاطئ لشريك الحياة .. وكانت والدتي عوني ومعيني .. ألقيت بهمومي على صدرها .. وفجرت براكين القهر والذل والمعاناة في حضنها .. ورجعت الى بيت أهلي بوردتين جميلتين .. أسقيهما رحيقا عطرا .. بعيدا عن أجواء الخيانة التي كانت تحيط ببيت الزوجية .. انفصلت عنه بإصرار شديد يشابه الإصرار والعناد الذي كنت فيه لحظة الارتباط به .. وحمدت الله الذي نجاني من أن أدفع ثمنا لخياناته .. من شرفي وكرامتي وديني. هذه حكاية أخرى من حكايات الخيانات الزوجية .. ويظهر أننا سنسبر أغوار عالم من الدهشة والانبهار في هذا الملف الساخن .. سنتصفحه تباعا .. ودمتم سالمين. * تنويه : يسألني بعض الأصدقاء عن توزيع كتبي في السعودية .. سيتوفر بعضها في الأسواق بدءا من الأسبوع القادم.