نظمت استطلاعاً أظهر أن 90 في المئة من الأزواج العرب يخونون زوجاتهم في بلادهم، وأن العشرة في المئة الآخرين يخونون الزوجات في أوروبا. لم أُجرِ أي استطلاع في الواقع، فجرائم اسرائيل من الأراضي الفلسطينية الى اعالي البحار لا تترك لي وقتاً كافياً لمتابعة أمور أخرى، ومع ذلك فالضجة التي أثارها قتل إسرائيل دعاة السلام من أتراك وغيرهم تزامنت مع تطليق ممثلة حسناء مشهورة هي الأميركية ساندرا بولوك زوجها جيسي جيمز، وهو شخصية تلفزيونية بارزة له برنامج يحمل اسمه، وذلك بعد أن تبين انه خانها مع راقصات عري رأيت صورة لإحداهن وجسمها مليء بالوشم على شكل كلام وصور. الزوج عزا خيانته الى حياته الصعبة عندما كان طفلاً، ما ذكرني بعذر رومان بولانسكي في اغتصاب طفلة، فهو معقّد بسبب المحرقة النازية، أو عذر بيل كلينتون عندما اعترف، بعد إنكار، بعلاقته مع المتدربة (على ماذا كانت تتدرب؟) مونيكا لوينسكي في البيت الأبيض، فهو قال في مذكراته انه ارتكب فعلته لأنه قدّر أنه يستطيع ارتكابها. طلاق ساندرا بولوك أطلق ألف خبر وتحقيق عن خيانات المشاهير قديماً وحديثاً، ونحن نسمع عن أشهرهم من نوع بطل الغولف تايغر وودز الذي خان زوجته مع ما يساوي أسماء النساء المسجلات في دليل الهاتف، وقبله بطل كرة السلة مايكل جوردان الذي تزوج سنة 1989 وطلق سنة 2002 بعد ثبوت خيانته الزوجية التي كلّفته 168 مليون دولار دفعها ثمناً للطلاق. طبعاً لا يمكن في عجالة صحافية الحديث عن الخيانة الزوجية بين الممثلين والممثلات في هوليوود، فالموضوع يحتاج الى موسوعة، ويبدو انهم في عاصمة السينما يتزوجون بنية الخيانة والطلاق. وهناك تقليد أميركي وغربي عام هو وضع نسخ من الكتاب المقدس في غرف الفنادق، ما جعل رجلاً مجرباً يقول لصديقه: إذا رأيتها تحمل التوراة في يدها اسألها في غرفة أي فندق قضت الليل. وأعرف ان هناك مصاحف في غرف فنادق كثيرة في البلدان العربية، إلا انني لن أنقل السؤال السابق الى بلادنا. ولكن سمعت عن امرأة (حمصية أو صعيدية) شكّت في تصرفات زوجها وأهدته شريطاً إسلامياً أملاً بأن يعقل ووجدت بعد أسبوع انه تحجّب. المرأة في كل بلد أكثر إخلاصاً من الرجل فهو يريد ان يكون اول غرام في حياتها، وهي تريد ان تكون آخر غرام في حياته. و "يموت الزمّار وإصبعه تلعب"، كما يقول المثل، ما يفسر طموح رجل ان يموت في السرير، وهو في التسعين، برصاص زوج غيور. وشكا شاب الى ابيه من انه ارسل الى زوجته رسالة بالفاكس يبلغها بموعد عودته من سفر، وعندما عاد وجدها في السرير مع رجل آخر. وقال أبوه الخبير: يمكن لم تتسلم الفاكس. على هامش كل ما سبق قرأت عن اسباب بيولوجية للخيانة الزوجية، هي ان تنوع الجينات يحسّن النسل وأكاد أكون واثقاً من ان الذين كتبوا مثل هذه الدراسات العلمية رجال. بين الأسباب الأخرى التي سجلتها الاستطلاعات ان الزوج يخون لأنه لا يحصل على ما يكفي من زوجته، أو لأنه يعرف انه يستطيع ان يفعل ذلك، أو لأن الجنس مع زوجته ممل، أو لأنه لم يعد يحبها، أو لأنه لا يستطيع تضييع فرصة سانحة، أو لأنه يريد ان ينتقم. أقول لمثل هذا الزوج ان ينظر في المرآة قبل ان يحكي، فهو لم يعد أنطونيو بانديراس وهو لم يكن مثله اصلاً عندما كان شاباً. مع ذلك أدرك ان الموضوع قديم قدم مؤسسة الزواج، وأنه سيستمر ما استمرت. وكنت بعد طلاق ساندرا بولوك قرأتُ عن ممثلة تلفزيونية أميركية سوداء حسناء اسمها غارسيل يوفيه – نيلون، طلقت زوجها والد ابنيها بعد ان اكتشفت انه خلال تسع سنوات من الزواج كان في خمس منها على علاقة مع غانية في شيكاغو. وفي حين انني لم أكن سمعت باسم هذه الممثلة أو زوجها من قبل، فهي على ما يبدو مشهورة في بلدها بالنظر الى عدد الأخبار عن طلاقها، خصوصاً بعد ان وزعت بالبريد الإلكتروني تفاصيل ما حدث. الرجل قال لصديقه انه سيرزق طفلاً. وقال الصديق: مبروك. هذا رائع. ورد الأول: أبداً، زوجتي لا تعرف. ولعله الزوج نفسه الذي ضبطته زوجته ويداه حول امرأة أخرى، وقال: لم ألمسها لغرض سيئ. كنت أحاول تقدير وزنها. قرأت ان الحب يموت اذا عصرته عصراً، ويطير (يهرب) إذا لامسته بخفة. [email protected]