كلمة ديوان في النسق العام لأي حديث تعني مجموعة قصائد من شعر فصيح أو شعبي . وتعني أيضا مركزا إداريا . كذلك فهي تعني المجلس أو مكان لقاء الرجال ، وربما جاءت كلمة " الليوان " في اللهجة الدارجة من الكلمة ذاتها . فأهل الكويت والخليج أعطوا الكلمة صفة التأنيث وقالوا : الديوانيّة . وفى مراسلات وزارة الخارجية وتنقلات السفراء نقرأ : وتم نقل السفير فلان إلى "الديوان "والمقصود الوزارة .وتنوعت أسماء الدوائر عندنا بين ديوان ووزارة وغرفة وهيئة ومجمّع ومصلحة . لو اقترحنا على وزير بأن يُغيّر اسم وزارته إلى " مكتب " لانزعج وتضايق وغضب ، وربما توعّدنا بما نكره لأن كلمة وزير ووزارة لهما رنين أو جلجلة مع مسحة خوف . مع أن وزارة الداخلية في بريطانيا ، ومن عهد الإمبراطورية ، لا تكاد تُعرف إلاّ باسم ( هوم أوفيس ) HOME OFFICE الترجمة الحرفية تعني ( مكتب الداخل ) . وكذا وزارة الخارجية ( فورين أوفيس ) ونشوء الدوائر والقيود بدأ في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسموها كلها تقريبا " الدواوين " مفردها " ديوان " وهو فارسي معرب. (ابن بري ) . وديوان اسم كلب؛ قال الراجز: أَعْدَدْتُ ديواناً لدِرْباسِ الحَمِتْ متى يُعايِنْ شَخْصَه لا يَنْفَلِتْ. وفي العام 1586 الميلادي دخلت مفردة " ديفان " إلى الانجليزية (divan)، على أنها تعني " مجلس الدولة " . وأيضا في العام 1823 لتعني مجموعة أوراق شعر. والكلمة تعني أيضا أريكة أو مقعدا للتمدد . وعلى العموم فهي أنعم من التفسير الذي جاء في الفقرة السابقة ( كلب ) .. ! . وقديما لا يكاد يُعرف أيّ مرفق حكومي إلا بال " ديوان ". قال الشاعر :- فللمعارك أبطال لها خلقوا وللدواوين كُتاب وحسّاب ُ هنا – في رأيي – يُعطي الدائرة سمة الهيبة . لكنني أتردد في قبول شرح معجميّ آخر يقول : إن الكلمة فارسية مركّبة من " ديو " وتعنى : الشيطان و" آن " علامة الجمع بالفارسية ، فغدا المعنى الأصلي " الشياطين " وكأن عمل كتاب الدواوين كعمل الشياطين ..! ، ( المعرّب والدخيل في اللغة العربية وآدابها – د . محمد التونجى ) دار المعرفة – بيروت . وأوردت ذكر المصدر حتى لا يلومني أو يوبّخني أحد ممن يعمل في دائرة ينطبق اسمها على ما جاء به أهل المعاجم ، الذين أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع الخصب .