تحتفي دول مجلس التعاون يوم السبت المقبل 27 ربيع الأول بيوم التمريض الخليجي تحت شعار (التمريض الخليجي: رعاية، تميز وعطاء) الذي يتوافق مع السنة الثانية للهجرة "غزوة بدر الكبرى" التي وقعت يوم 13 مارس 624 السابع عشر من رمضان للسنة الثانية للهجرة. وأوضح الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أن الاحتفاء بهذا اليوم جاء تفعيلا للتوصية رقم (18) للاجتماع الحادي والسبعين للهيئة التنفيذية، وأشار إلى أن هذا اليوم يوم مجيد من أمجاد الرعاية الصحية عموما والتمريض خصوصا، رسمه فتية آمنوا بربهم وأخلصوا لبلادهم وأوطانهم. وبين الدكتور خوجة أن مهنة التمريض تؤدي دورا مهما في منظومة الخدمات الطبية وهي مهنة تجمع أدبيات السلوك الراقي والبعد الإنساني إضافة إلى المعرفة والخبرة الشاملة للتعامل مع المحتاجين للرعاية الطبية ... إنها المهنة التي تحمل عصب النشاط الصحي داخل وخارج المؤسسات الصحية على اختلاف أنواعها ومستوياتها فقد بدأت مسيرة التمريض في صدر الإسلام لأخوات من فضليات نساء المسلمين أكسبن التمريض أعلى مراتب العزة والسمو حيث أولى الرسول عليه الصلاة والسلام مسئولية علاج الجرحى في غزواته إلى رفيدة الأسلمية، وهي أول ممرضة متخصصة في تاريخ الإسلام، فقد أسعفت الجرحى وضمدت المصابين في غزوة بدر الكبرى، وأنشأت أول عيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقامت فيه خيمة وتردد إليها المرضى في كل وقت.. ثم نسيبة بنت كعب (أم عمارة) التي شاركت في غزوة بدر وغزوة أحد مع زوجها وولديها، وكان في يدها الأربطة وشاركت أيضا في القتال، وقامت بتضميد جروح ابنها واشتركت أيضا في حرب مسيلمة الكذاب، وأخذت تضمد الجرحى وتقاتل بسيفها حتى بترت ذراعها.. ونحن نجد عبر الأزمان أن من الشخصيات النبيلة هم الذين حملوا هذه المسئولية نحو إخوانهم بني البشر، وسعوا لإغاثة وعون المريض، وتخفيف الضراء عن المتألم، ومساعدة العاجز والمعوق.. وكلها مشاعر تنم عن التضحية والإيثار وخدمة امتزجت بالرحمة والعطف والإيمان، وكان نمو الخدمات الصحية في القرن الماضي مدعاة لتطوير الخدمات التمريضية بدول مجلس التعاون، وتحوله من العمل الخيري التطوعي إلى السلك الوظيفي، بعد افتتاح أول معهد صحي للتمريض بالرياض في عام 1958م، وبعد عام بدأت الدراسة النظامية لتعليم التمريض بمملكة البحرين، وتلاها إنشاء معهد التمريض بدولة الكويت، وعلى نحو تدريجي بدأت أول مدرسة للتعليم الرسمي للتمريض بدولة قطر عام 1969م، وتلا ذلك إنشاء مدرسة التمريض بسلطنة عمان في عام 1970م ثم في أبوظبى عام 1973م.