أعلنت شركة صناعة المعدات العسكرية الأمريكية العملاقة "نورثروب غرومان" أنها قررت عدم المشاركة في المضاربة على ما قد تكون الصفقة الأضخم في تاريخ وزارة الدفاع الأمريكية، المتمثلة في بناء مجموعة أحدث من الطائرات الصهاريج التي تستعمل لإعادة تعبئة الطائرات الأمريكية الحربية بالوقود أثناء تحليقها في الجو في عملياتها البعيدة المدى. وتقدر قيمة الصفقة بأربعين مليار دولار. ومثل إعلان الشركة الذي أعلن رسميا بعد إغلاق الأسواق المالية ليل الإثنين الانعطافة الأحدث في الحرب على الفوز بهذه الصفقة الضخمة التي بدأت قبل عشر سنوات بين هذه الشركة ومنافستها شركة بوينغ التي يبدو أنها ستكون المنافس الوحيد للفوز بالصفقة الآن. وقالت الشركة في بيانها إن السبب الرئيسي لذلك هو أن وزارة الدفاع لم تقدر قيمة الطائرة الصهريج الضخمة التي اقترحت الشركة صناعتها لتناسب أغراض سلاح الجو الأمريكي وهي بدلا من ذلك تقدر اقتراح شركة بوينغ المتمثل في بناء طائرة صهريج أصغر حجما باستعمال النموذج المتوفر للشركة حاليا وهو طائرة بوينغ 767 المستعملة للأغراض التجارية. وقال ويس بوش، الرئيس التنفيذي لنورثروب غرومان إنه على هذا الأساس فإن الصفقة لم تعد توفر المنطق المالي للشركة لمواصلة التنافس للفوز بالصفقة. من جهته، قال نائب وزير الدفاع الأمريكي وليام لين إن وزارة الدفاع تشعر "بخيبة الأمل" لانسحاب نورثروب غرومان من المنافسة، مشيرا إلى أن الشركة "كانت منافسا جيدا سواء لناحية السعر أو المتطلبات الأخرى"، مضيفا أن المنافسة "وضعت بطريقة منصفة وأن الشركتين يمكنهما المنافسة بصورة فعالة عليها." يذكر أن وزارة الدفاع تعمل منذ سنوات على توقيع عقد لتجديد أسطول طائراتها القديمة المستعملة لإعادة التعبئة بالوقود أثناء الطيران، ولكن هذه الجهود واجهت الكثير من العقبات. وتريد الوزارة شراء 179 طائرة من طراز وبمواصفات معينة حديثة للقيام بهذه المهمة لطائرات سلاح الجو الأمريكي. وكانت نورثروب قد تحالف مع شركة أيرباص الأوروبية للتنافس على الصفقة وفازت بالعقد العام الماضي. غير أن بوينغ شنت حملة شعواء ضدها وجندت مؤيديها في الكونغرس لإلغاء العقد على أساس أنه تم توقيعه مع شركة أجنبية بدلا من شركة أمريكية، وهو ما سيفاقم من أوضاع الاقتصاد الأمريكي ويستنزف الوظائف من السوق الأمريكي. وألغيت الصفقة على هذا الأساس وفتحت للمنافسة من جديد. ويفتح هذا التطور الأخير الآن المجال أمام شركة بوينغ لتكون المنافس الوحيد في هذه الصفقة، إلا إذا تمكنت شركة الطيران الأوروبية، إيدز، من تقديم اقتراح للتنافس عليها. ولكن المحللين يقولون إنه من المشكوك فيه أن تتمكن شركة أوروبية من حشد الدعم السياسي لها في الكونغرس لمساعدتها على الفوز بعقد ضخم كهذا في مواجهة شركة أمريكية.