اغلقت صناديق الاقتراع في بغداد ومدن العراق كافة مساء امس، وبدأت عمليات العد والفرز في كل مركز انتخابي بحضور المراقبين. وقال كريم التميمي في تصريح ل (الرياض) إن "المفوضية افتتحت (8312) مركزا للاقتراع منذ الساعة السابعة صباحا وضمت (49060) محطة، اضافة الى فتح محطات للعراقيين المهجرين والمسجلين في سجلات المفوضية". من جانبها، اكدت رئيسة الدائرة الانتخابية حمدية الحسيني ل (الرياض) ان "الاحصائيات التي اعلنت عنها جهات ومنظمات في وقت سابق هي غير رسمية وغير صحيحة لان عمليات العد والفرز لم تكن قد بدأت اصلا "كما دعت الحسيني "جميع المراقبين الى التواجد في المراكز الانتخابية لمراقبة عملية العد و الفرز". واشار الناطق باسم المفوضية القاضي قاسم العبودي ل (الرياض) ان "صناديق الاقتراع اغلقت، الا ان المراكز الانتخابية لم تغلق"، مؤكدا انه "يحق فقط للواقفين في الطابور امام المركز الانتخابي التصويت اذا كان وقوفهم قبل الساعة الخامسة، فيما يمنع تصويت اي شخص بعد الساعة الخامسة". وبشأن نسبة المشاركة، اكد الناطق باسم المفوضية انه "لا يملك ارقاما معينة" ، الا انه قال: "لقد لمسنا ان المشاركة كانت كبيرة جدا". من جانبها، اشادت الحكومة العراقية بمشاركة العراقيين في الانتخابات رغم التفجيرات، كما ثمنت دور المراقبين على المراكز الانتخابية والاعلاميين. الى ذلك، شاركت مناطق العرب السنة بكثافة في الانتخابات رغم عدم وجود ارقام دقيقة، بعدما قاطعت نسبة كبيرة منهم انتخابات العام 2005. ولقي 38 شخصا على الاقل مصرعهم واصيب اكثر من مئة بجروح بسقوط قذائف وانفجارات في بغداد ومحيطها الاحد تزامنا مع ثاني انتخابات تشريعية مصيرية بالنسبة الى مستقبل العراق. واكدت مصادر امنية ان "ما لا يقل عن 25 قتيلا سقطوا واصيب 19 آخرون اثر انهيار مبنيين سكنيين جراء تفجيرين في حي اور " في شمال شرق بغداد. وكانت المصادر اعلنت في وقت سابق تفجير مبنى سكني واحد في الحي المذكور ومقتل 12 شخصا وجرح ثمانية اخرين، لكنها اكدت تفجير مبنى سكني اخر مجاور للمبنى الاول. وفي المحمودية (30 كلم جنوب بغداد)، قتل شخص واصيب سبعة آخرون بجروح بسقوط قذيفة هاون على مدرسة تستخدم مركزا انتخابيا. كما ارتفعت حصيلة الجرحى الذين اصيبوا بسقوط القذائف او الصواريخ والانفجارات الى نحو 110 اشخاص. وفي نقطة الشرطة الرابعة وتقاطع حي العامل جنوب غرب بغداد، قتل اربعة اشخاص واصيب 12 اخرون بجروح في انهيار مبنى سكني جراء انفجار مماثل. وفي منطقة الحرية شمال غرب بغداد، اسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل اربعة وجرح ستة اخرين، وفقا للمصادر. وفي حي الخضراء غرب بغداد، ادى انفجار عبوة ناسفة قرب احدى المدارس الى مقتل شخصين وجرح ستة آخرين. وفي حي الجهاد (غرب) ادى انفجار عبوة ناسفة قرب احدى المدارس الى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين. كما اصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة واصيب ثلاثة اشخاص بجروح بانفجار آخر. وفي المنصور (غرب) اصيب ثلاثة اشخاص بينما جرح شخصان بسقوط قذيفة في حي الفرات. اما في منطقة الكريعات (شمال)، فاصيب عشرة اشخاص بجروح جراء سقوط صاروخ كاتيوشا في حين جرح شخصان في المدائن (20 كلم جنوب) في انفجار عبوة ناسفة. وفي منطقة جرف الصخر (60 كلم جنوب غرب بغداد)، اعلن مصدر في الشرطة ان "سبع قذائف هاون سقطت قرب مركز انتخابي دون وقوع اصابات". وسقطت اربع قذائف في المنطقة الخضراء (وسط) وانفجرت عبوتان ناسفتان في الاعظمية والقاهرة (شمال). عراقيون في موقع انفجار في حي الشعب ببغداد (الأوروبية) واجمالا، سقط اكثر من سبعين قذيفة هاون في بغداد وضواحيها فضلا عن الانفجارات، وغالبية المناطق المستهدفة يسكنها العرب السنة. كما انفجرت خمس عبوات ناسفة قرب خمسة مراكز انتخابية في وقت واحد في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) وسقطت قذائف في الرمادي والفلوجة وبيجي من دون ان تسفر عن اصابات. وقال المالكي للصحافيين حول الانفجارات ان "هذه الخروقات مجرد اصوات لتخويف المواطنين لكن الشعب العراقي سيتحدى ذلك، سترون ان هذه الاصوات لن تؤثر على معنويات العراقيين". بدوره، قال رئيس مجلس النواب اياد السامرائي ان "الانفجارات لن تؤثر على مسارنا نحو الديموقراطية، فهؤلاء يائسون وبدلا من ان يضعوا ايديهم بايدي العراقيين يهاجمونهم". واضاف ان "هذه الانتخابات تشكل نقلة نوعية" بالنسبة الى العراق. اوباما يحيي شجاعة العراقيين حيا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد "شجاعة" الناخبين العراقيين الذين "تحدوا التهديدات للمضي قدما في ديموقراطيتهم". وقال اوباما في بيان "اهنئ الشعب العراقي باقتراعه خلال هذه الانتخابات التشريعية المهمة، انني اكن احتراما كبيرا لملايين العراقيين الذين رفضوا ان تصدهم اعمال العنف ومارسوا حقهم في التصويت اليوم". واضاف "ناسف للخسائر في الارواح اليوم ونحيي شجاعة وتصميم العراقيين الذين تحدوا التهديدات للمضي قدما في ديموقراطيتهم"، مؤكدا ان "مشاركتهم تثبت ان الشعب العراقي اختار بناء مستقبله عبر العملية السياسية". كما حيا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "شجاعة الناخبين العراقيين". وقال كوشنير في بيان ان "العراقيين صوتوا باعداد كبيرة في الانتخابات التشريعية رغم تجدد اعمال العنف الارهابية". واضاف "احيي شجاعة الناخبين العراقيين. لقد صوتوا لمستقبلهم ومستقبل اولادهم"، واعتبر كوشنير ان هذا التصويت "يدل على رغبة الشعب العراقي في طي صفحة الماضي، ورفض الارهاب، وتصميمه على بناء عراق ديموقراطي والتطلع نحو المستقبل"، وخلص الى القول ان "فرنسا وشركاءها في الاتحاد الاوروبي الى جانب العراقيين في نضالهم من اجل اعادة الاعمار والديموقراطية". ورحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاحد بمشاركة "عدد كبير" من العراقيين في الانتخابات التشريعية رغم الهجمات التي شهدها البلد، معتبرة ان الامر "يستحق التقدير". وقالت اشتون في بيان ان "هذه المشاركة رغم الهجمات العنيفة التي تخللت الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع تؤكد التزام الشعب العراقي في سبيل عراق ديموقراطي، الامر الذي يستحق تقدير الجميع". واضافت ان "الاتحاد الاوروبي سيواصل دعم جهود العراق من اجل اعادة اعمار البلاد ونظامها السياسي"، واعدة "بشراكة على المدى الطويل". وابدى ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ايد ميلكرت ارتياحه لعملية الاقتراع التي جرت يوم امس. واضاف ميلكرت "لقد دهشت بما رايت من ارادة قوية لدى العراقيين في تحدي العمليات الارهابية"، مشيرا الى ان "العراقيين كانوا ملتزمون وجادون ولديهم رغبة حقيقية في التصويت".