كشفت دراسة محلية أجريت على سرقات المتاجر بمدينة الرياض أن أدوات التجميل هي أكثر البضائع سرقة مع تفوق الإناث في سرقتها، بينما زاد عدد الذكور في سرقة الحلويات عن الإناث, ويعد مبلغ 29 ريالا هو متوسط السرقة من المحلات التجارية. واعتبرت الدراسة أن مبلغ 29 ريالا كمتوسط يعد مبلغا كبيرا ومؤثرا على اقتصاديات المحلات التجارية. وأظهرت الدراسة التي أجراها الدكتور صالح بن عبد الله الدبل عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الأمنية، وهو متخصص في علم الإجرام ومناهج البحث أن أكثر المسروقات تخفى في الجيوب بدلا من العلب والعربات وغيرها. وكشفت الدراسة عن غرائب من السرقات تظهر مثل إخفاء المسروقات بداخل ملابس الطفل الرضيع واستخدام الآباء والأمهات أطفالهم الصغار في السرقة، وتغيير السعر بنقل أغطية قوارير العصير من الصغير للكبير. واتضح أيضا أن هناك من السارقين من ذوي الوظائف العليا ومن الأغنياء والأثرياء. وفسرت الدراسة بوجود مرض مشهور هو مرض السرقة "Kleptomania" واتضح أن أكثر عوامل السرقة ترجع إلى أمور شخصية فردية في السارقين أنفسهم وليس إلى بيئة المحل التجاري. وقال الدبل ان المراهقين هم أكثر الفئات إقداما على السرقة من المحلات التجارية, والعاطلين عن العمل هم من يحتل الصدارة في سرقات البضائع الأغلى سعرا بينما الطلاب هم أقل الفئات, وتتم السرقة بشكل فردي لنسبة 80% بينما 20% تعد سرقة جماعية لاثنين فأكثر. وتابع الدبل "من هنا يمكن القول بأن الجريمة المنظمة في السرقة من متاجر التجزئة تصل إلى نسبة 20% وهذا يؤكد التوجه نحو الجريمة المنظمة في المحلات التجارية والتي هي أيضا انعكاس محتمل لتطور الجريمة المنظمة". وتوصل الباحث إلى أن الطبقات الوسطى في المجتمع هي أكثر من يرتكب الجرائم ويكونون من المناطق التي توصف بأنها متوسطة من حيث الدخل الشهري والوضع الاجتماعي, وتكثر السرقات في المناطق التجارية عنها في المناطق السكنية, وتصل نسبة السعوديين إلى أكثر من 60 % من السارقين مقارنة بغير السعوديين، مع تفاوتات بين الجنسيات الأخرى في حجم السرقات وفي نوعيتها. وحول تحليل البعد الزمني للسرقة من متاجر التجزئة قال انه يلاحظ كثرتها في يوم الأربعاء من بين الأيام الأخرى، وتركزها بين الساعة التاسعة والعاشرة مساء, ويعد شهرا رجب وشعبان وشهرا يناير وفبراير من أكثر الشهور في سرقة المتاجر، وإن كان الفرق بين هذه الشهور وغيرها يعد طفيفا, ويمكن تفسير الشهرين الميلاديين بشهور الشتاء وزيادة الحاجة إلى الملابس والمأكولات وغيرها, ولوحظ أيضا أن السرقات تزداد في الفترة الثانية للبيع وفي الليل وتقل في الفترة الصباحية وفي النهار, ويمكن بذلك أن تهتم المحلات التجارية بهذه النتائج وتوزع الطاقات البشرية الأمنية والرقابة في الأوقات والأيام التي تكثر فيها السرقات والتخفيف في الأوقات والأيام التي تقل فيها, ويمكنها أيضا ترتيب الإجازات والراحات للعناصر الأمنية وكذلك تقلل من تكاليف تشغيل الأجهزة الأمنية الإلكترونية والعادية حسب هذا التحليل الزمني. وأكدت الدراسة أن الحرص على ضبط السرقات في المحلات التجارية له مردود إيجابي على أصحاب المحلات من ناحية وعلى المجتمع من ناحية أخرى يتمثل في سلامة الأسواق التجارية من السرقات ويشجع التجار على خفظ الأسعار وتحسين الخدمات ويقلل التكاليف على المستهلكين، كما أن وجود وانتشار السرقات يربي سلوك السرقة وضعف الأمانة في المجتمع وخاصة لدى النشء لأن هذه الأسواق جزء من المجتمع المحلي تؤثر وتتأثر فيه. يذكر أن الدراسة شملت عينة 1000 شخص متورط في السرقة من السوبر ماركت في مدينة الرياض واستغرقت الدراسة مدة ثلاث سنوات لجمع المعلومات.