عقد من الزمن وأكثر مر على بدء العمل في انشاء مستشفى مرات، عاصر هذا المستشفى الكهل مرور ثلاثة من الوزراء قام الأول وهو وزير الصحة السابق د. أسامة بن عبدالمجيد شبكشي بوضع حجر الأساس للمستشفى في عام 1421ه، بعد ذلك قام وزير الصحة السابق حمد بن عبدالله المانع بزيارة تفقدية للوقوف على سير العمل في مشروع المستشفى منذ أكثر من خمس سنوات، ووعد الأهالي في حفل استقباله بافتتاح المستشفى في القريب العاجل، حيث قال في كلمة لازال صداها يتردد على مسامع الأهالي العطشى لافتتاح المستشفى مانصه (ان أهالي مرات قد صبروا كثيراً وآن لهم أن ينعموا بافتتاح المستشفى قريباً)، وصاحب ذلك وخلال الزيارة تبرع رجل الأعمال الشيخ فيصل بن مساعد السيف بمبلغ مليوني ريال لاستكمال مشروع مستشفى مرات، ولكن مرت أكثر من خمس سنوات على ذلك ومازال المستشفى الذي شاخ وهرم ينتظر التشغيل، وهاهو المستشفى في عهد الوزير الحالي د.عبدالله الربيعة يئن ويشتكي من طول الانتظار للبدء في تشغيله وقد يخيل للبعض بأن هذا المستشفى مشروع ضخم يستحق كل هذا الانتظار ولكن الواقع الذي يزيد من الدهشة هو أنه يعد من أصغر المستشفيات التي تنشئها وزارة الصحة حيث إن سعته خمسون سريراً فقط إن لم تكن في الأساس ثلاثين سريراً فهو عملية لتطوير مبنى مركز صحي قديم ليحل محله مستشفى وتم العمل في هذا التطوير على خمس مراحل وبعد انتهاء هذه المراحل لازالت اللجان تشخص للمبنى وتكتشف في كل زيارة مشكلة تمتد لشهور لمعالجتها وهكذا فكلما حلت مشكلة حلت محلها أخرى وكأن هذه اللجان تعمل بدون تخطيط فلا يوجد تعاون مسبق بين الأقسام في المديرية للشؤون الصحية أو الوزارة ويبدو أنه ليس هناك خطة للتشغيل فما زالت اللجان تتوالى والمعالجات تتم ببطء شديد. وإزاء هذا الوضع المأساوي فان الأهالي في مرات وقد نفد صبرهم وهم يرون مرضاهم من كبار السن والأطفال يشدون الرحال للمستشفيات البعيدة لطلب العلاج، ويناشدون عبر" الرياض "وبعد طول هذا الانتظار وتعاقب السنين المسؤولين في وزارة الصحة النظر في معاناتهم في تأخر تشغيل المستشفى فكم من حالات اسعافية قد عاجلها الموت نظراً لعدم وجود المستشفى وخاصة عند الحوادث المرورية التي يقف فيها أطباء المركز الصحي الوحيد حيارى لقلة إمكانياتهم وطول الوقت في تحويلهم إلى المستشفيات المجاورة آملين أن يتحقق حلم افتتاح المستشفى على يدي معاليه، فالمستشفى قد عين له مدير منذ عام ونقل وعين له مدير جديد والمستشفى كذلك مجهز ومؤثث وشركة الصيانة قد باشرت أعمالها وكذلك الطاقم الإداري ولم يبق سوى التشغيل الذي يتمنى الجميع أن يكون في القريب كي ينعموا بخدمات صحية أفضل، علماً بأن هذا المستشفى الصغير لايرضي طموحاتهم ولكن تشغيله يحل أزمة في الوقت الحالي فطموح الأهالي هو أن تقوم الوزارة في طرح عملية انشاء مستشفى جديد بسعة 100 سرير على الأقل، وذلك في الأرض المخصصة له على طريق الحجاز مقابل محطة شركة كهرباء مرات بمساحة تزيد على المائة ألف متر مربع.