قبل ايام من انتخابات تشريعية مصيرية في العراق، قتل ما لايقل عن 33 شخصا أمس واصيب اكثر من خمسين اخرين في ثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفت مقرات امنية ومستشفى في بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى. واوضحت مصادر امنية ان "ثلاثة تفجيرات انتحارية منسقة، اثنان منها بسيارات مفخخة استهدفت مباني امنية في حين فجر (انتحاري) يرتدي حزاما ناسفا نفسه في مستشفى بعقوبة العام". واعلنت الشرطة وجود العديد من عناصرها بين القتلى والجرحى مشيرة الى ان "التفجيرات وقعت بفارق زمني ضئيل". واوضحت المصادر ان "التفجير الاول كان بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاري اقتحم مبنى دائرة الاسكان المجاورة لمبنى الفوج الثالث من قوات طورائ الشرطة ما اسفر عن سقوط ضحايا والحاق اضرار مادية بالمباني". واضاف "بعد لحظات قليلة، انفجرت سيارة اخرى يقودها انتحاري في تقاطع طرق مزدحم يبعد حوالى مئة متر عن مكان الانفجار الاول وسط بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)". ولدى زيارة قائد شرطة المحافظة اللواء عبد الحسين الشمري المستشفى لتفقد الجرحى، قام انتحاري يرتدي حزاما ناسفا بتفجير نفسه وسط جناح الطوارئ ما اسفر عن اصابة عدد من افراد الحماية، بحسب مصادر امنية. وقالت المصادر ان الشمري لم يصب باذى لكنها اكدت ان مدير صحة ديالى الطبيب علي التميمي والعقيد نبيل ابراهيم بين الجرحى. واكد مصدر في الشرطة ان "الانتحاري الذي فجر نفسه في المستشفى كان يرتدي زي ملازم اول في الشرطة". من جهته، قال علي الموسوي احد مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي "انهم يسعون الى اشاعة جو الرعب ومنع العراقيين من المشاركة في الاقتراع، لان ذلك يشكل خطرا حقيقيا على الارهابيين". وتابع "ياتي هذا العمل ضمن السياسة الارهابية لمنع الاقتراع، اعتقد ان مفعولها معاكس، فلا يوجد شعب في العالم يقبل مصادرة ارادته من خلال الارهابيين". وطوقت الشرطة والجيشان الاميركي والعراقي مواقع التفجيرات، بحسب مراسل فرانس برس. واعلنت قيادة عمليات ديالى حظر التجول في جميع انحاء المحافظة خشية وقوع تفجيرات اخرى، فيما اكدت مصادر امنية العثور على عدد من العبوات الناسفة مزروعة على جانب الطريق. من ناحية أخرى، أدى انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلاً للجيش الاميركي جنوب العاصمة العراقية، بغداد امس الى تدمير احدى عرباته، من دون معرفة حجم الخسائر البشرية بسبب الطوق الامني الذي فرضته القوات الاميركية بشأن مكان الانفجار. ويتوجه الناخبون الاحد المقبل الى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الثانية منذ سقوط النظام في 2003، وكان مستشار الامن الوطني صفاء حسين حذر من "اوقات صعبة" قد يستغلها تنظيم القاعدة في حال حصول فراغ امني اذا استغرق تشكيل الحكومة الجديدة فترة طويلة بعد الانتخابات التي ستجري الاحد المقبل. وقال لفرانس برس،"اذا استغرقت وقتا طويلا، سنواجه بعض الصعوبات"، معتبرا ان شهرا واحدا يعتبر "فترة قصيرة". وكان زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو عمر البغدادي هدد الشهر الماضي في رسالة مسجلة بتنفيذ هجمات خلال الانتخابات، كما افاد موقع "سايت" لرصد المواقع الاسلامية. ونقل الموقع عن البغدادي ادانته للانتخابات النيابية المقررة في السابع من اذار/مارس بوصفها "جريمة سياسية يدبرها الشيعة". وتعتبر واشنطن الانتخابات خطوة تمهيدية حاسمة لاستكمال انسحاب قواتها بحلول نهاية عام 2011. وترى الاممالمتحدة ان الانتخابات التشريعية ستكون "اهم" لحظة في تاريخ البلاد منذ اجتياح هذا البلد بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2003.