سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سينغ أمام مجلس الشورى: أفغانستان هي التحدي الأكبر.. وليس ثمة قضية للسلام في المنطقة أهم من قضية فلسطين أكد أن المملكة عمود استقرار الخليج.. وخطواتها نحو التحديث امتدت لأبعد الحدود
وصف رئيس الوزراء الهندي الدكتور مانموهان سينغ المملكة بعمود الاستقرار في منطقة الخليج، وأنها اتخذت خطوات سريعة وشاملة نحو التحديث جعلت نفوذها يمتد اليوم إلى ابعد الحدود وذلك بفضل القيادة الرشيدة والحكيمة لخادم الحرمين. وقال سينغ في خطابه أمام مجلس الشورى إن الإعلان الذي وقعه وخادم الحرمين الشريفين في نيودلهي عام 2006 يسجل رؤية مشتركة لإقامة علاقة جديدة يتعهد فيها البلدان بالعمل على نشر الأمن والسلام في المنطقة بأسرها وليس فقط توفير التنمية والازدهار للشعبين الصديقين. كما أشار إلى أن مناقشاته مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز واجتماعاته مع قادة المملكة البارزين أدت إلى إعادة التأكيد للعلاقات الوثيقة والمصالح المشتركة واتفقوا على منح العلاقة بينهما طابعاً إستراتيجياً جسدوها في وضع خارطة طريق للتعاون الاقتصادي والسياسي والأمني الثنائي ليكون قاعدة ثابتة للعلاقات بين البلدين في السنوات القادمة. وشدد رئيس الوزراء على وجوب تعاون وعمل المملكة والهند في مجالات تشجيع الحوار والتعايش السلمي بين الدول والديانات والمجتمعات، مؤكداً على ضرورة اتمام هذا العمل من اجل الخروج بخطاب كوني حول قضايا عدة منها امن الطاقة وتغير المناخ والارهاب وتحديات اخرى مثل الامن البحري والقرصنة والمخدرات والمخاطر الامنية غير التقليدية. وعرج الدكتور سينغ في خطابه امام الشورى على الإسلام الذي اعتبره جزءا لا يتجزأ للهند وروحها وللنسيج الثري لثقافتها.. واضاف أن الإسلام أثرى الملايين من الهنود الذين اعتنقوا هذا الدين. بفضل التجار العرب الذين كانوا يقطعون الممرات المائية في المحيط الهندي ويتواصلون مع الهنود تجارياً الامر الذي ترك اثراً على ثقافة وحضارة الهند. مشيراً في هذا السياق إلى الرحلات العلمية بين العرب والهند التي سافر فيها العلماء المسلمون الهنود إلى مكة لتلقي العلم الفقهي، وجاء العلماء العرب إلى الهند لتعلم الرياضيات والعلوم والفلك والفلسفة. واقتصادياً كشف رئيس الوزراء الهندي سعي بلاده إلى استقطاب استثمارات سعودية في العديد من القطاعات مثل البنية التحتية والصناعة وقطاع الخدمات. إضافة إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في قطاع تقنية المعلومات والصيرفة والاتصالات وغيرها، لافتاً في هذا الصدد إلى رغبة الهند في توسيع نطاق تعاونها التقليدي مع المملكة في قطاع الطاقة. وأشار سينغ إلى تماثل الأولويات لدى كل من الهند والمملكة في تنمية الموارد البشرية وما لذلك من أثر مستقبلي على التطور في المملكة وبلاده معبّراً عن تطلع بلاده إلى زيادة الروابط بين المؤسسات التشريعية والمثقفين والطلاب في البلدين مما سينعكس على تجديد الأواصر الفكرية بين الهند وغرب آسيا. وانتقل رئيس الوزراء الهندي إلى قضايا المنطقة والاستحقاقات الامنية مبتدأ بالقضية الفلسطينية التي قال إنها مفتاح لسلام المنطقة بأسرها مؤكداً احترام الهند على المستويين الشعبي والرسمي لكفاح الشعب الفلسطيني الشجاع والذي حرم منذ فترة طويلة من حقوقه المشروعة والعادلة واهمها إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وذات سيادة. وفي الشأن المتعلق بالإرهاب والامن الإقليمي وصف الدكتور مانموهان أفغانستان بالتحدي الاكبر وأن حكومة هذا البلد بحاجة لدعم وتأييد المجتمع الدولي الذي يتوجب عليه دعم كافة طوائف المجتمع الافغاني التي ترغب في ان يصبح بلدها دولة حديثة ومستقرة ذات سيادة، والا يكون ملاذاً آمناً لأولئك الذين يشجعون العنف والارهاب. ولم يخلو خطاب سينغ في هذا الشأن من الحديث عن الجارة باكستان التي قال إن بلاده تسعى لعلاقات تعاون معها وان هدف الهند هو السلام الدائم وان التعاون بين دلهي واسلام اباد سيوجد فرصا واسعة في مجال التجارة والسفر والتنمية مما سيؤدي إلى ازدهار ورخاء الشعوب معترفاً في هذا الموضوع إلى الشراكة التي تربط مستقبل البلدين. وعلق سينغ تلك الفرص والتطورات بجهود باكستان ضد الارهاب، مؤكداً بأن البلدين في حال تعاونا فلن تكون هناك مشكلة يستعصى حلها وبالتالي سيكون هناك فرصة اخرى لفتح صفحة جديدة بين البلدين. وشدد سينغ على ان المواجهة وتوحيد الجهود طريق لمواجهة آفة الارهاب، مشيراً إلى ان التهديد والتطرف والعنف والسعي وراء الارهاب باسم الدين امر غير مقبول لدى المجتمعات المتحضرة ولا يسمح به أي دين. كما كان لرئيس مجلس الشورى الدكتور الشيخ عبدالله آل الشيخ كلمة بهذه المناسبة قال فيها إن المجلس يحظى بثقة وتقدير المجالس البرلمانية في الدول الصديقة والشقيقة. وانه أصبح عضواً فاعلاً في الاتحادات البرلمانية الدولية والإقليمية. ووصف آل الشيخ العلاقات بين أهل الخليج العربي والهند بالقديمة والتاريخية، وقال: تمتد العلاقات لأكثر من ألف عام حينما كانت قوافل أبناء الخليج تقصد الهند لأغراض التجارة حتى نشأ ما عرف بطريق الحرير الذي مهد لقيام علاقات قائمة على التعاون والمصالح المشتركة. وأضاف أن ذلك الطريق "الحرير" يتعزز دوره اليوم ويتنامى تأثيره ليشمل جميع أشكال التعاون في ظل حرص المملكة وجمهورية الهند على بناء علاقات أكثر رسوخاً ونشاطاً. وعبر آل الشيخ عن تطلع المملكة إلى تحقيق مزيد من الشراكة الفاعلة التي تعزز من فرص النماء والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة. لاسيما تلك الدول التي تشهد تقدماً وتطوراً في الصناعة والعلوم والتكنولوجيا مثل جمهورية الهند التي أضحت اليوم رقماً مهماً ومؤثراً في المعادلة الاقتصادية الدولية، وأصبحت ذات ثقل سياسي واستراتيجي على المستوى الآسيوي والعالمي. وأشاد آل الشيخ امام الضيف الكبير وأعضاء مجلس الشورى بالجهود التي تبذلها الهند تجاه القضايا الدولية وذلك في إطار حديثه عن القضية الفلسطينية، مؤكداً بأن هذا النهج سيسهم في الجهود الرامية لإحلال الاستقرار والسلام في ربوع العالم.