كنت أغبط جامعة الملك سعود على ريادتها في موضوع كراسي البحث العلمي وتنشيط الوقف الاستثماري لخدمة العمل العلمي والبحثي وكنت ولا أزال على قناعة تامة وأجزم أن كثيرين يوافقونني نفس الرأي أنّ جامعة الملك سعود قادت الحراك العلمي والبحثي المتميز في جامعات الوطن، بل وزادت عن ذلك بأن زرعت عند الجميع أنّ القطاع الحكومي أياً كان يمكنه أن يتحرر من قيود قد يعتقد بوجودها وأن ينطلق في فضاءات الإبداع والتميز خدمة لهذا الوطن العزيز الذي لا يبخل على المخلصين والطامحين لتحقيق النجاح في أن يمنحهم "كل ما يريدون" وليس "بعض ما يحتاجون"، وفي حوار جمعني مع الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، عميد شئون أعضاء هيئة التدريس بالجامعة أحسست بنوع من النشوة والبهجة التي يمكن أن يعيشها كل مرتبط بالهم الأكاديمي والقضية البحثية، فقد أشار الدكتور العمر بكثير من التفاؤل والابتهاج إلى أنّ الجامعة حرصت كثيراً ولا تزال على تطوير عضو هيئة التدريس فيها إدراكا منها أن العنصر البشري هو الذي يقود العطاء من أجل مخرج تدفع به الجامعة إلى الوطن ليساهم في معاضدة جهود وخطط التنمية الوطنية، فقد أشار الدكتور العمر إلى أنّ توجيهات كانت قد صدرت من مدير الجامعة النشط معالي الدكتور عبدالله العثمان نصت على "ليس فقط السماح لعضو هيئة التدريس بالمشاركة في المؤتمرات والملتقيات العالمية عندما يكون لديه بحثاً أو دراسةً يرغب في المشاركة فيها" ولكن تحفيزه للحضور والمشاركة وتسهيل كافة الإجراءات التي تحقق له ذلك حتى ولو لم يكن لديه بحثاً أو دراسة يشارك بها أو يقوم بتقديمها، ذلك أنّ الهدف واضح والفلسفة إستراتيجية وطنية تتجه نحو تطوير مهارات وقدرات عضو هيئة التدريس وإتاحة الفرصة له للتحاور والنقاش والتعرف على التجارب مع العالم الآخر والتعريف بما يمتلك الوطن من خبرات وقدرات أكاديمية وهو ما سينعكس إيجاباً على النتيجة النهائية للجامعة وهي الطالب والدور الفاعل للجامعة في المجتمع، ولم يكن حديث الأستاذ الدكتور بدران العمر وحده صانع البهجة في خاطري، بل زاد من ذلك عندما حاولت البحث عن الجامعة ومشاركاتها الخارجية وتفاعلها مع الآخر من خلال الشبكة العنكبوتية العالمية "الإنترنت"، فقد امتلأت الصفحة بل والصفحات بموضوعات ومشاركات تصنع وجهاً علمياً وبحثياً إيجابياً لهذا الوطن العزيز من خلال هذه الجامعة العريقة النشطة.. الدكتور العمر أشار أيضاً إلى أنّ مدير الجامعة كان قد وجه عمادة شئون أعضاء هيئة التدريس بالعمل نحو استقطاب الكفاءات البشرية المتميزة من أبناء هذا الوطن للانخراط في هيئة الجامعة التدريسية، موضحاً أنّه قد تم إتاحة الفرصة للمنضمين إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي من السعوديين للتقديم على الفرص الوظيفية التي تطرحها الجامعة وذلك من خلال موقع الجامعة على الانترنت وفي ذلك مزايا عديدة لعلّ من أبرزها المساهمة الفاعلة من الجامعة في توفير فرص وظيفية لهم وهم على رأس الدراسة مما يحقق لهم نوعاً من الاستقرار النفسي وينعكس بالتالي على أدائهم الدراسي، كما أنها تحقق للجامعة فرصة لتطوير وتنمية وتنويع أعضاء هيئة التدريس فيها، وهو توجه رشيد يدل أيضاً على بعد النظر وعمق الرؤيا لدى مخططي الجامعة، الأمر الذي يجعلنا جميعاً نتطلع إلى أن تحذو الجامعات الوطنية الأخرى والخاصة أيضاً حذو جامعة الوطن "جامعة الملك سعود" لتحقيق مزيد من العطاء لوطن لم يبخل ولن يبخل على مواطنيه والناجحين في خدمته مطلقاً.. ودمتم.