توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرم الحرب ارييل شارون وزعيم حزب العمل شمعون بيريس إلى اتفاق أمس يبدو أنه يزيل العقبة الأخيرة أمام تشكيل حكومة وشراكة تمضي قدما في خطة الانسحاب من قطاع غزة. وأعلن مكتب شارون أن بيريس سيعين نائبا لرئيس الوزراء بمقتضى صيغة قانونية تسوي خلافا دستوريا كان يعطل تأدية حكومة جديدة لليمين. وكان بيريس يصر على تولي منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء وهو المنصب الذي يتولاه حاليا ايهود اولمرت العضو في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه شارون. لكن الدستور الإسرائيلي ينص على أن يتولى هذا المنصب شخص واحد فقط. وضغط شارون على البرلمان لتعديل الدستور لكن المشرعين والمسؤولين القانونيين احجموا عن تغيير يرونه كبيرا من أجل تعيين لدوافع سياسية. وفي إطار تسوية أعلن مكتب شارون إنه تم التوصل إلى اتفاق مع بيريس يقضي بأن يصبح زعيم حزب العمل «نائبا لرئيس الوزراء» في حين يحتفظ أولمرت بمنصبه وسلطاته. ومن شأن هذه الخطوة فيما يبدو أن تسرع جهود تشكيل حكومة شراكة ربما بحلول الأسبوع المقبل. وكان بيريس تعهد بمساندة خطة شارون لازالة جميع المستعمرات اليهودية الإحدى والعشرين بقطاع غزة وأربع مستعمرات من 120 مستعمرة في الضفة الغربية في العام المقبل. واكد ايهود اولمرت في حديث نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس ان (اسرائيل) ستقوم بانسحابات اخرى من الاراضي المحتلة بعد انسحابها من قطاع غزة واربع مستعمرات في الضفة. واستبعد مكتب رئيس الوزراء كليا تصريحات اولمرت إلى الصحيفة واكد ان (إسرائيل) لا تنوي اجراء انسحابات جديدة بعد الانسحابات المنصوص عليها في خطة فك الارتباط على ما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي. وقال اولمرت الذي يتولى ايضا حقيبة التجارة والصناعة في حكومة شارون «لا نملك خيار البقاء بدون ان نفعل شيئا. مصلحة (إسرائيل) تتطلب فك ارتباط اكبر من الذي سنقوم به في اطار خطتنا الحالية للفصل» مع الفلسطينيين. وقالت الصحيفة ان اولمرت لم يوضح مدى الانسحاب الذي يفكر فيه. لكنه اوضح ان هذا الانسحاب يشكل التحرك الوحيد الممكن في اطار «خارطة الطريق»، خطة السلام الدولية التي يتطلب تطبيقها تنازلات مهمة من جانب (إسرائيل) في الاراضي التي تحتلها منذ 1967 . واضافت «جيروزاليم بوست» ان اولمرت رأى ان (إسرائيل) يمكن ان تبدأ مفاوضات سلام مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس مرشح فتح لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية التي ستجرى في التاسع من كانون الثاني - يناير.