عد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ المملكة شريكاً استراتيجياً لبلاده وقال: نتعاون مع المملكة في المجال الاقتصادي ونحتاج لمساعدتها من اجل التصدي للإرهاب العالمي واصفاً إياه ب»العدو المشترك». واعتبر سينغ الذي يقوم بزيارة تاريخية إلى المملكة هي الأولى لرئيس وزراء هندي منذ حوالي 30 عاماً أن الطرق الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لإنهاء التوترات في منطقة الخليج بما في ذلك المسائل التي نشأت جراء التعامل مع البرنامج النووي لإيران. وقال في حديث ل» الرياض» ينبغي أن تعطى الدبلوماسية فرصتها. ويحدوني الأمل في أن يتمكن المجتمع الدولي من العمل معاً لإيجاد طريقة سلمية لحل الخلافات التي نشأت . من جانبه أكد رئيس اكبر البلدان نمواً ، بأن بلاده والمملكة يمكن أن يعملا معاً لتطوير الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة كعنصر رئيسي من عناصر نموذج الطاقة الجديد الذي ينشده العالم . وأشار سينغ في حديثه عن الحلول الممكنة التي يمكن أن تقدمها الهند والمملكة في مجال التغيير المناخي : بأن العالم يحتاج إلى أنموذج جديد في مجال الطاقة ذلك ، لأن العثور على مصادر الطاقة المتجددة يتطلب منا أن نمنحها اهتماماً متزايداً. وتطرق رئيس الوزراء الهندي إلى علاقة بلاده بجارتها باكستان قائلاً : نسعى لبناء علاقات طيبة وهادئة مع باكستان وقد جاهدنا باستمرار بحثاً عن مشاركة من هم «مستعدين» في باكستان للعمل معنا. مضيفاً الحوار هو الحل للقضايا التي تفرقنا والقضية ذات الأولوية هي الإرهاب. فإلى نص الحوار : *هل لكم أن تحدثونا عن ابرز الأجندة التي ستناقشونها انتم وخادم الحرمين الملك عبدالله ؟ حلَّ علينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ضيفاً عزيزاً في اليوم الوطني للهند في عام 2006م. وكانت تلك الزيارة تمثل معلماً بارزاً. أما زيارة الرد التي أقوم بها فهي ستكون مناسبة مثالية لنؤكد مجدداً التزامنا بالعمل سوياً لدعم السلام والاستقرار في الخليج وتطوير التنمية الاقتصادية والمضي قدماً في مجالات معينة تتوفر فيها فرص هائلة ، كالتعاون في مجال الطاقة وفي مجال الصناعات الدوائية وفي العديد من المجالات الأخرى التي تحتاج فيها الهند إلى مساعدة الصناعة السعودية. وبنفس القدر لدينا إمكانات في مجالات مهمة مثل تقنية المعلومات والصناعات الدوائية. ويمكننا العمل سوياً لتطوير التعاون المتبادل بما يعود بالمنفعة على الطرفين. ويمثل الخليج امتداداً لجوارنا. فهناك خمسة ملايين من أفراد الشعب الهندي يعملون في الخليج. وتمثل المملكة وجهة مهمة جداً لمواطنينا. وإننا في غاية الامتنان لخادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة للاستقبال الحار الذي حظي به مواطنو الهند في المملكة. التي تعد شريكاً استراتيجياً رئيسياً بالنسبة لنا. ونحتاج لأن نتعاون معها على المستوى الثنائي. بما في ذلك التعاون الاقتصادي المثمر. وفي الوقت نفسه، نحتاج لمساعدة المملكة في التصدي لمشكلة الإرهاب العالمي الذي يمثل عدواً مشتركاً. يمكننا أيضاً أن نتعاون لتنمية الموارد البشرية. إننا نعيش في عالم أصبح فيه العلم والتقنية هما المحددان الرئيسيان لقوة وثروة الأمم. لذا يمكن لبلدينا أن يعملا سوياً لتنمية الموارد البشرية وتنمية الأبحاث والتطوير. وأرى أن زيارتي تمثل فرصة لتطوير شراكتنا والارتقاء بها إلى مستوى جديد من الشراكة الإستراتيجية التي يمكن أن تعمل الهند والمملكة من خلالها لتحقيق السلام والرفاهية في منطقتنا. *تشهد المنطقة الكثير من التوتر فمن الملف النووي الايراني وتداعياته إلى الانتخابات العراقية إلى محاربة الإرهاب والتطرف في أفغانستانوباكستان ، فما هو الدور الذي يمكن للمملكة والهند أن تؤديانه من اجل حلحلة هذه المواضيع ؟ أعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لإنهاء التوترات في منطقة الخليج بما في ذلك المسائل التي نشأت جراء التعامل مع البرنامج النووي لإيران. ينبغي أن تعطى الدبلوماسية فرصتها. ولا زال الأمل يحدوني في أن يتمكن المجتمع الدولي من العمل معاً لإيجاد طريقة سلمية لحل الخلافات التي نشأت. أما رؤيتنا الخاصة فهي تتمثل في أن إيران من الموقعين على اتفاقية حظر التسلح النووي. وتتمتع بجميع الحقوق التي تتماهى مع عضويتها في الاتفاقية كما يجب عليها كذلك أن تفي بالتزاماتها التي تنبع أيضاً من عضويتها المشار إليها. وكل ماسبق من هذه القضايا تحتاج إلى المعالجة من خلال الجهود المتواصلة. وأعتقد بأن الهند والمملكة ، كدولتين كبيرتين في المنطقة لهما مصلحة مهمة ومسؤولية في هذا الصدد. وفي حواري مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ، سوف نستعرض ونناقش كيفية التعامل معاً لمعالجة القضايا المعقدة. *هناك تعاون امني تشهده العلاقة بين الهند والمملكة ، الامر الذي سيتوج خلال زيارتكم بتوقيع عدة اتفاقيات ، ماذا عن التعاون الدفاعي بين المملكة والهند ؟ أصبحت علاقاتنا الدفاعية أكثر تنوعاً وجوهرية بعد زيارة خادم الحرمين الملك عبدالله عام 2006 . ولقد قام رؤساء الجيش والسفن التابعة للقوات البحرية بتبادل الزيارات فيما بينهم ، وقد شارك الضباط السعوديون في برامجنا التدريبية، بما في ذلك في كلية الدفاع الوطني المرموقة. ونتطلع إلى تعميق تعاوننا الدفاعي مع المملكة. رئيس الوزراء الهندي يتحدث للزميل أيمن الحماد * كيف يمكن للمملكة والهند ان تعملا سوياً وتتعاونا للإيجاد حلول للتغيير المناخي والاحتباس الحراري؟ يحتاج العالم إلى أنموذج جديد في مجال الطاقة ذلك لأن العثور على مصادر الطاقة المتجددة تتطلب منا ان نمنحها اهتماماً متزايداً ، وأقترح أن يعمل البلدان سوياً على تنمية مصادر الطاقة المتجددة. فنحن لدينا الإمكانات اللازمة؛ والسعوديون كذلك. ويمكن للبلدين أن يعملا معاً لتطوير الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة كعنصر رئيسي من عناصر نموذج الطاقة الجديد الذي ينشده العالم. أيضاً لم يسفر اجتماع كوبنهاجن عن النتائج المرجوة. أعتقد أنه قبل الذهاب إلى المكسيك هنالك حاجة للمزيد من التعاون والتشاور بين الدول ذات وجهات النظر المتطابقة. المملكة تعد لاعباً مهماً جداً في مجموعة العشرين وفي المحافل الدولية. لذا سيكون من دواعي سعادتنا أن نتعاون مع المملكة في تبادل الأفكار والرؤى حول كيفية إنجاح مؤتمر المكسيك. * ماهي الإستراتيجية التي تتبعها الهند في علاقتها مع الوطن العربي ؟ علاقاتنا عريقة وتاريخية ونعترف أن تلك العلاقات ينبغى إحياؤها وإنعاشها بصورة مستمرة لتتمكن من التجاوب مع وقائع وتطلعات جديدة. وتشهد الهند والعالم العربي عهدَ تحضّر سريع في مجتمعاتهما واقتصادهما. وليس هناك أي تعارض في المصالح فيما بيننا وعلى عكس ذلك، فإن مصيرنا مشترك ولنا أن نكسب كثيراً من خلال تعزيز تعاوننا فيما ييننا ولنا إسهام كبير في نجاح بعضنا لبعض. وفي نطاق ذلك فإن علاقاتنا متسمة بأهمية استراتيجية. وأود أن أرى تكاملا اقتصادياً بيننا وتدفقا اكبر للتجارة والاستثمار وروابط أحسن وحرية أكبر لتدفق الآراء والناس. ومن جانبنا لا يوجد أي عوائق حيال توسيع شامل ومتواصل للعلاقات بين الهند والعالم العربي. *كيف يمكن ان توازن الهند في علاقاتها مع إسرائيل دون ان يكون ذلك على حساب دعهما للقضايا العربية ؟ علاقتنا مع أي بلد واحد ليس على حساب علاقاتنا مع أي بلد آخر. أما بالنسبة لدعم الهند لفلسطين، فهذا أمر نؤمن به. وتضامننا مع الشعب الفلسطيني سبق استقلالنا. فالهند تؤيد حلا سلميا يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة وموحدة، تعيش داخل الحدود الآمنة والمعترف بها، وعاصمتها القدسالشرقية، جنباً إلى جنب في سلام مع إسرائيل، كما هو مصادق عليه في خارطة الطريق الرباعية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. كما أننا ندعم خطة السلام العربية. وقد سعدت مؤخراً بلقاء فخامة الرئيس محمود عباس لأؤكد له دعمنا المستمر تجاه قضية فلسطين وشعبها. *تتميز الهند بتنوع ثقافي وديني ، وتعد مثالاً للتعايش بين الاديان ، كيف يمكن ان تساهم الهند في دعوة خادم الحرمين في الحوار بين الاديان والحضارات؟ - لقد بذل خادم الحرمين الشريفين جهداً جباراً للترويج للحوار بين الحضارات وإنني أتطلع لتجديد نقاشي معه حيث كان من دواعي سروري أن تحدثت معه حول ذلك ، ونحن نقدر من أعماقنا مبادئ التعايش السلمي والتناغم بين الأمم. ونواصل العمل مع جميع الدول التي تشاطرنا رأياً ومزاجاً لإقامة نظام دولي عادل يمكن من خلاله مواجهة تحديات الفقر والجهل والجوع. كما نثمن وندعم رأي الحوار بين الأديان. وإن المعرفة عن عقائد الأديان وممارسات الناس الآخرين مهمة بذاتها ومن شأنها أن تشجع على التفاهم والتسامح ولنا تجارب عن ذلك في بلادنا. وإن الإسلام جزء لا يتجزأ من النسيج الديمقراطي والعلماني للهند. فمسلمو الهند جزءاً من التركيب القومي حيث قاموا بإثراء مجتمعنا ويتمتعون كالهنود الآخرين بكامل الحماية من قبل قانوننا وجميع الحقوق التي يتمتع بها كل هندي في إطار دستورنا. *شهدت العلاقات الهندية الباكستانية توتراً شديداً ، الامر الذي يلقي ويؤثر على استقرار المنطقة التي تعج بالاضطرابات والارهاب . ماهي الحلول المطروحة برأيكم فيما يخص العلاقة بين باكستان والهند ، خصوصاً مع تهديدات طالبان؟ نسعى إلى بناء علاقات هادئة وطبيعية مع باكستان ، وقد جاهدنا باستمرار بحثاً عن مشاركة من هم مستعدين في باكستان للعمل معنا. وليس هناك أي بديل عن الحوار لحل القضايا التي تفرقنا والقضية ذات الأولوية هي الإرهاب. لا يمكن لنا الوقوف مكتوفي الأيادي أمام نهوض التطرف والإرهاب في باكستان، أو على حدود باكستانوأفغانستان. حيث يشكل التطرف والإرهاب خطراً كبيراً لا على الهند وحدها بل وعلى باكستان وجميع جيرانها الآخرين. وفي مصالحنا المشتركة جميعاً ، وعلينا أن نعارض ونواجه ونكافح، وبكل شدة، الإرهاب ومن يغذيه ويؤوي الإرهابيين وعناصر التطرف. أما فيما يتعلق بإجراء مفاوضات مع باكستان فنحن مستعدون لمناقشة كافة القضايا معها في جو حر وخالٍ عن الإرهاب.