دعا رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أمس إلى انتفاضة في الضفة الغربيةالمحتلة رداً على قرار العدو الاسرائيلي ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة الآثار اليهودية المزعومة. وقال هنية، خلال اعتصام نظمه المجلس التشريعي في غزة امس احتجاجا على القرار الإسرائيلي "إن كلمات الاستنكار والشجب لا تكفي في مواجهة هذه القرارات الإسرائيلية "الجائرة التي تهدف لضرب مقومات الصمود الفكري والشرعي لشعبنا"، مشدداً على أن القرار "يحتاج لرد عملي في الضفة الغربية بأن ينتفض الشعب في وجه الاحتلال وأن يكسر كل قيد في مواجهة الاحتلال". ودعا إلى قرارات فلسطينية وعربية وأوروبية شعبية ورسمية ردا على قرار الحكومة الإسرائيلية، معتبراً أن ما يجري في الخليل وبيت لحم هو "امتداد لسياسة إسرائيلية قديمة متجددة، وتنفيذ لمخطط صهيوني ماكر يهدف لطمس الهوية وتغيير معالم تراثنا الإسلامي وسرقة التاريخ". وأضاف "لقد فعلوا مثل ذلك ومازالوا في القدسالمحتلة، غيروا أسماء الشوارع والمناطق في فلسطينالمحتلة عام 1948، وأزالوا المقابر الإسلامية، وحولوا المساجد إلى خمارات، وأرادوا أن يسلبوا شعبنا حقه وتاريخه وتراثه". واعتبر أن ذلك يأتي في سياق "خطة متواصلة، المشكلة ليست في الخطة بقدر ما أن الكثير من أبناء الشعب والأمة يغفلون عن متابعة هذا المخطط الذي يلتهم الأرض ويقضي على المقدسات ويريد أن يسحق هذا الوجود الإسلامي على أرض فلسطين". وعد القرار الإسرائيلي استخفافاً بالمفاوض الفلسطيني وكل من أراد البقاء في مربع التسوية السلمية، مضيفاً "فهو مخطط ممتد من القدس إلى الخليل إلى غزة ويافا واللد والرملة، يتزامن مع المفاوضات العبثية". وقال هنية "إن الاحتلال باطل وما يقوم به باطل ولا يلزم الشعب، لن نعترف بالمحتل وبقراراته ولا بضمه لمقدساتنا، القدس لنا والأرض لنا والله بقوته معنا، لن نعترف بهذه القرارات، إنها باطلة، لا يترتب عليها شيء". وشدد على أن القرار يحتاج إلى رد فلسطيني واضح محدد يتمثل بالإفراج عن كل المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية "وعدم إبقاء أي سجين بسبب انتمائه السياسي واقتنائه سلاح المقاومة وتمسكه بالثوابت، ووقف المفاوضات والتعامل الأمني وهو الأخطر لأنهم يتكلمون عن مفاوضات متوقفة، لكنهم لا يتحدثون عن اتصالات أمنية مستمرة، حتى في ظل جمود المفاوضات السياسية". من جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي أن ما تتعرض له المقدسات الإسلامية، في الضفة الغربية، والأراضي الفلسطينيةالمحتلة 1948، يستوجب الالتفاف حول خيار الوحدة الوطنية والسعي إلى انجازها بأقرب وقت. ودعا الهندي خلال مسيرة جماهيرية حاشدة دعت إليها حركة الجهاد الإسلامي احتجاجا على القرار الاسرائيلي ضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال في الخليل الى الآثار اليهودية، الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة انجاز المصالحة وجعل الخلافات عليها أقل من مما تتعرض له المقدسات. وقال: "إن الكيان الإسرائيلي قام بفتح ملف الاعتداء على المقدسات، لذلك يجب على جميع المسلمين أن يتصدوا لما تفعله بحق مقدساتهم"، موضحاً أن هذه المقدسات ليست ملكاً للفلسطينيين وحدهم ويقع على الجميع حق الدفاع عنها. وشدد الهندي على ضرورة التمسك بخيارة المقاومة كخيار استراتيجي ضد الاحتلال والتمسك بالثوابت الفلسطينية، مؤكداً أن خيار المفاوضات أثبت فشله مع مرور الأيام.