لم تتصور ام سعود أن الحل في الانتهاء من " تشطيب " منزل العمر سوف يأتي من فكرة زميلتها ام عبد الله ، وذلك من خلال طرح فكرة تكوين جمعية تعاونية مالية بين المعلمات وأزواجهن الموظفين على أن تتسلمها اولا ، وبعد دراسة الفكرة ومناقشتها مع العديد من زميلاتها الأخريات سارعن لمباركة الفكرة بل أن كثيرات منهن ابدين استعدادهن لتبليغ من يرغب من الاشقاء والشقيقات وحتى الاهل والمعارف . كان ذلك قبل ثلاثة عقود من الزمن واليوم تستمر هذه الجمعية التعاونية الخاصة لتساهم كل شهر في مساعدة احدى المشاركات أو المشاركين في هذه الجمعية التي اعتمدت ومنذ بدايتها كما تقول صاحبة الفكرة السيدة أم عبد الله :على الثقة والامانة والالتزام وعدم التردد في توصيل المشاركة لام سعود وبدون تردد أو تأخير . أكثر من مليون ريال مشاركة وتضيف ام عبد الله لقد وصلت المبالغ المجمعة احيانا إلى اكثر من مليون ريال، بالطبع هناك مشاركات يحصلن على مساهماتهن آخر العام حسب المبلغ المدفوع . وحسب عدد المشاركات أو المشاركين في المساهمات . فمثلا هناك جمعية لمبلغ مائة وخمسين الف ريال واخرى مائتي ألف ريال وثالثة 60 الف ريال وهناك مبالغ اكثر حسب مبلغ المشاركة . والمسئولة عن رصد المشاركات وامانة الصندوق لاتأخذ بدلا أو أتعابا عن هذا العمل فهو عمل خيري تعاوني وكثير من المرات نعتذر عن قبول راغبات في المشاركة في هذه الجمعية وذلك لونهن مغتربات أوغير مقيمات اقامة دائمة في المنطقة تحسبا من انتقالهن وعدم التزامهن بتسليم مشاركتهن في الموعد المحدد . توفير السيولة ومثل هذه الجمعية التعاونية المالية اذا جاز التعبير باتت منتشرة في مختلف المناطق والمحافظات في المملكة نتيجة لحاجة الناس إلى سيولة قد لاتتوفر لهن بالصورة التي يفضلونها بعيدا عن البنوك والمصارف وشبهة الربى . من هنا انتشرت هذه الجمعيات وباعداد مشاركين ومشاركات كبيرة واخرى محدودة حسب ظروف هذه الجمعية وتلك . ولقد ساهمت كما تقول ام عبد الله بل سهلت زواج ابناء وبنات هؤلاء واولئك بعيدا عن الدين والسلف أوالدخول في طاحونة القروض من البنوك والمصارف . وهناك من استطاع أن يستثمر جمعيته في تأسيس مشروع تجاري صغير بل هناك من استطاع شراء ارض له وفي موقع ممتاز من خلال هذه الجمعيات . كسب كبير تقول ام فهد السعد معلمة لقد شاركت في احدى الجمعيات التعاونية من خلال معلمات المدرسة انا وزجي ابو فهد بمبلغ 6000 ريال شهريا وبعد أن جاء دورنا لاستلام المشاركة كان المبلغ جيدا جدا، بحيث استطعنا شراء ارض في احد المخططات وبفضل الله وبعد مضي خمس سنوات جاء زبون للارض لنبيعها بضعف قيمتها الاصلية . وهكذا لولا بركة الله ثم بركة الجمعية لما استطعنا تحقيق هذا الكسب المادي الكبير . الاسر الكبيرة وتقول سارة الملحم معلمة : لاشك أن الجمعيات التعاونية بين المعلمات وحتى الموظفين والموظفات استطاعت أن تحقق الكثير للناس ،خاصة الذين هم في حاجة للمال لظروف طارئة أو لمرورهم بأزمة مالية وهذا يحدث دائما ، وعلى الرغم من أن بعض الاسر الكبيرة في الاحساء وغير الاحساء توجد فيها مثل هذه الجمعيات الا أن هناك من يفضل المشاركة في جمعيات المعلمات أو الموظفات داخل الاسرة وخارجها نظرا لاتسامها بالدقة وعدم المجاملة وحققت هذه الجمعيات نتائج طيبة وفعالة . حاجة ماسة اما مشاعل القحطاني فتقول : نعم لهذه الجمعيات التعاونية المثمرة والمعطاءة والتي خففت الكثير على المواطنين والمواطنات الذين هم في حاجة ماسة لسيولة ولايرغبون الحصول عليها من البنوك أو من خلال الدين . فالحل الامثل يكون من خلال جمعية تعاونية متميزة وصادقة تضم نسبة كبيرة من المشاركات والمشاركين .وانا شخصيا استفدت من المشاركة في مثل هذه الجمعيات خصوصا والجمعية التي اشارك فيها تضم نخبة رائعة من المعلمات وازواجهن الخ . بقالة صغيرة وتقول بهيه الوهب موظفة : لقد استطاعت الجمعية التي اشارك فيها ومنذ سنوات أن تحقق لي الكثير فعادة أفضل أن استلم مبالغ المشاركة آخر العام مما يجعلني طوال السنة اقتصد واوفر فراتبي في حدود العشرة آلاف ريال اشارك ب2500 ريال في الجمعية التي تضم اكثر من 30 مشاركة فتصوري ابنتي أسماء كم هو المبلغ الذي سوف يتجمع للمشاركة في مثل هذه الجمعية لقد اشتريت مع زوجي بقالة صغيرة في احدى القرى الشرقية بفضل الله ثم مبلغ المشاركة . شقة العمر اما افنان الاحمد خريجة جامعية فتقول : اتمنى أن اشارك في مثل هذه الجمعيات ولكنني حتى الآن لم اتوظف ولكن شقيقتي تشارك ومنذ سنوات مع زوجها في احداها ، واستطاعا أن يوفرا مبلغا جيدا لزوم شراء شقة سكنية حال توفرها بالقيمة التي يستطيعان دفعها . والمسألة كما تقول شقيقتي مسألة وقت فالجمعية القادمة آخر العام ربما تساعدهما في تحقيق حلمهما في شراء شقة العمر .