في ظل الأفراح الهلالية المتواصلة التي تلت حصول الفريق على بطولة الدوري وكأس ولي العهد ظهر من القمقم شبح ربما يلقي بظلاله على اجواء النادي وإفساد هذه الافراح بعدما اصبحت الادارة مهددة بالدخول في نفق ازمة مالية جديدة تنذر بتعطيل الكثير من المشاريع وعدم الايفاء بالتزاماتها التي تتطلبها المرحلة المقبلة وعلى الرغم من الدعم الذي يحظى به النادي من الشريك الاستراتيجي وفقا للعقد الموقع بين الطرفين الذي ينص على تقديم (موبايلي) ثلاثة ملايين ريال عن كل بطولة يحققها الا ان ذلك لم يخفف من اعباء هذه الازمة التي تحاول الادارة التكتم عليها خوفا من تأثيراتها الجانبية على استعدادات الفريق للبطولة الآسيوية وكأس الابطال السعودي. وساهم في تفاقم الازمة المالية الدعم القليل الذي يصل للنادي من اعضاء الشرف والاعتماد بصورة اكبر على المداخيل الاستثمارية جراء بعض العقود وتبرعات الادارة وتحديدا الرئيس وهي مبالغ اصبحت قليلة جدا امام حجم الانفاق المالي الكبير المتمثل بمكافآت الفوز في بطولة الدوري التي تبلغ 200 الف ريال ومكافأة الفوز بكأس ولي العهد فضلا عن التجديد مع بعض اللاعبين الاجانب واللاعبين المحليين والجهاز الفني بقيادة البلجيكي، فضلا عن متطلبات المعسكرات الاعدادية كالتي اقامها الفريق بداية الموسم الرياضي الحالي في اوروبا ورصدت له الادارة مبالغ كبيرة. وتشير المصادر إلى أن الادارة الهلالية اصبحت في وضع لاتحسد عليه وربما تقرر الرحيل بسبب هذه الازمة خصوصا ان النادي لايملك اي موارد مالية غير ما يقدمه الشريك الاستراتيجي، وعلى الرغم من الارضية الخصبة الهلالية في مجال الاستثمار وزيادة مداخيل النادي الا ان الادارة حتى الان لم تتحرك باتجاه تأمين مداخيل تدر على الهلال وتمكنه من الصرف على نفسه دون اللجوء لمبادرات الادارة التي لم تقصر وفق امكاناتها فضلا عن مايقدمه العدد القليل من اعضاء الشرف، وكان يفترض إحياء مشروع قناة النادي التلفزيونية حتى تكون رافدا قويا من خلال الاشتراكات وبعض البرامج والاعلانات فضلا عن انشاء المراكز الترفيهية والرياضية داخل مقر النادي وفرض رسوم رمزية على تدريبات النادي تمشيا مع عصر الاستثمار، اضافة الى الترويج لشعارات النادي بالطريقة المثلى واستغلال خبرة عضو الشرف الامير عبدالله بن مساعد في التفكير بمشاريع اكثر جدوى، خصوصا وانه نجح مرات عدة في توقيع الادارة في عهده وبعدما جاء شقيقه اليها لعقود استثمارية وصفت بأنها الاعلى قيمة. وربما ان انشاء ادارة تضم اجهزة متكاملة تعنى بالاستثمار من هو انجع الحلول التي تمكّن النادي من المضي قدما في التغلب على ازماته المالية الكبيرة، لاسيما ان دعم اعضاء الشرف المادي في الفترة الراهنة والازمات المالية التي القت بظلالها على الجميع اصبح شبه معدوم وحتى لو اجتمعوا ودعموا بمبلغ يتجاوز ال30 مليون ريال، وهذا من الصعب جدا فإن ذلك لايخمد نار الازمات المالية في الاندية التي يبلغ معدل الصرف عليها في العام الواحد أكثر 90 مليون ريال. واذا كان واحد من اكبر الاندية ويعتبر في نظر الكثير من اكثرها ثراء ونعني بذلك الهلال يعاني وتخنقه الازمات المالية فماذا نقول عن الاندية الاخرى التي لاتملك اي مداخيل مالية ولايوجد لديها اعضاء شرف وعقود استثمارية في زمن اصبح فيه المال هو كل شيء والعنصر الاهم في بناء رياضة متكاملة ومتفوقة محليا وخارجيا؟ ونحسب ان رعاية الشباب واتحاد الكرة مطالبان بالتحرك من اي وقت مضى نحو ايجاد آلية تضمن للأندية في عصر الاستثمار عدم الاهتزاز والخروج من دائرة العقود قليلة الدخل وقصيرة الاجل الى العقود الكبيرة وطويلة الاجل وربما اول الحلول يبدأ من حيث تفعيل ادارة الاستثمار في رعاية الشباب والتعجيل في صرف حقوق النقل التلفزيوني وعوائد المباريات بدلا من التسويف وانتظار الاندية فترة قصيرة وبعدما تخنقها الالتزامات وتعيش، كما ان التجارة هي الاخرى مطالبة بتفعيل قانون حفظ حقوق الاندية وحماية شعاراتها من التقليد واستغلال جهات لشعبيتها والبدء في الترويج لشعارات مقلدة باسعار بخسة. جهات عدة وادوار لابد ان تكون متصلة ومتسقة بين رعاية الشباب من جهة ، والتجارة من جهة اخرى حتى تضمن الاندية مداخيل مالية تساعدها على الاكتفاء الذاتي والخروج من ازماتها التي اصبحت تخنقها وتحول بينها وبين تأدية ادوارها ومواكبة ركب التطور. بطل الدوري والكأس هل تعصف به "الأزمة المالية"