استمتعت في الأشهر القليلة الماضية بثلاثة أفلام سينمائية. سلم مليونير ،وألفين واثني عشر، واخيرا أفاتار. استمتعت بها في صالات دبي السينمائية. يا للمتعة. بعد أن عدت من تلك الديرة اقتنيت كالعادة نفس الأفلام على سي دي منسوخة. شاهدتها في المنزل مرة أخرى. يا التعاسة. كيف تشاهد أفاتار على شاشة تلفزيون منزلية.أسفت جدا على ذلك وقررت ألا أفعلها مرة أخرى. أفاتار تحديدا نموذج للعمل السينمائي النقي. لا قيمة له خارج صالة السينما. عمل صوري صوتي. القصة تفتقر إلى الأصالة. أفضل درس لتعليم معنى السينما ومفهومها. ويمكن أيضا أن يكون درسا لأي كاتب سيناريو ليميز بين الدفع بالقصة عبر الصورة أو الدفع عبر الحوار. هذا العمل لا يمكن أن تراه إلا في صالة سينما. المؤثرات الصوتية والصورة ثلاثية الأبعاد وخيال الصورة الذي بلغ أقصى مداه تتظافر لتأخذ السينما إلى منطقة جديدة. تستمتع بها لأنك شريك فيها. الصورة ثلاثية الأبعاد تجعلك موجوداً داخل الفيلم. كأن الشخصيات تتصارع معك في نفس الصالة.هذا العمل نقلة للفن المرئي. ومثال للفصل بين القصة وبين الفيلم. في أفاتار تذهب إلى الصالة لمشاهدة فيلم سينمائي. إذا عزلت القصة كما ستفعل إذا شاهدته في المنزل ستجده فيلما عاديا يمكن أن يحدث في مسلسل تلفزيوني. منذ البداية نصل إلى حقيقة القصة. نتوقع كيف ستؤول الأحداث . كما يحدث في أغلب قصص أفلام الوسترن الامريكية, أو في الأفلام المصرية أو حتى الهندية. ينتصر الضعيف ويتزوج البطلان. الملمح العبقري الوحيد في القصة أن بطل القصة جاء للعمل في الكامب على مقعد متحرك. مجرد أن يتحول إلى أفاتار يتحرر من مقعده. يصبح أقوى وأكبر وأجمل. جيك (Sam Worthington ) الشخصية الرئيسية يخترق قبيلة تسكن في قمر بندورا في الفضاء السحيق. يتحول إلى ما يشبههم. تسكن هذه القبيلة على ارض زاخرة بالمعادن الثمينة جدا، على جيك أن يساعد على طردهم من هذه المنطقة. لكن جيك يتعلق قلبه بالقبيلة.أحب التحامهم بطبيعتهم وأحب في الوقت نفسه بنت رئيس القبيلة Neytiri Na'vi clan Mo'at and Eytukan. (Zoe Saldana.). يصبح ضد بني جنسه من البشر. تمضي القصة كما يمكن لأي إنسان أن يتنبأ. إلى درجة أن تتغلب الوسائل البدائية وحيوانات الطبيعة على أعتى أنواع التكنولوجيا العسكرية. من الواضح أن هذا هو أسلوب جيمس كاميرون لا يعطي كبير اهتمام إلى الإبداع في داخل النص القصصي. ينظر إلى نفسه كصانع سينما لا روائي . كل من شاهد فيلم تايتنك يعرف هذه الحقيقة عن هذا المخرج الكندي. قرأت في موقع السينما (IMDB) تعليقاً غريباً يثير الأسئلة. تزويد كاميرون بهذه الميزانية الضخمة لإنتاج هذا الفيلم باستخدام تقنيات عالية مثل (CGI, 3D, IMAX, ultra-mega-realistic screenin ( سيسهم في الحد من نقل السينما إلى المنزل خشية من القضاء على دور العرض العامة. مؤامرة أمريكية خبيثة لفرض السينما على البشر !!