قامت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بزيارة لكلية دار الحكمة بجدة امس الأول حيث كان في استقبالها مدير فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة السفير أحمد الطيب، ورئيس مجلس الأمناء بالكلية زهير حامد فايز، وعميدة الكلية الدكتورة سهير القرشي. بعد ذلك التقت وزيرة الخارجية الأمريكية منسوبي ومنسوبات وطالبات كلية دار الحكمة حيث ألقت عميدة الكلية كلمة في بداية اللقاء رحبت فيها بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وأعربت عن شكرها لاختيارها كلية دار الحكمة لزيارتها وحوارها مع الطلاب والطالبات التي تعد فرصة نادرة من أجل إجراء هذا الحوار مع الطالبات السعوديات. وأكدت أن الكلية تعد إحدى الكليات الرائدة في المملكة العربية السعودية وهي تعني الحكمة في حد ذاتها ويشرفها أن دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل الحكمة والمعرفة الذي منذ توليه قيادة هذه البلاد تمتعت الكلية بالازدهار والنمو على المستوى الوطني والدولي، ولاقت تقديرا من العالم أجمع بجهودها وانجازاتها وأيضا انجازاتنا كسيدات في هذا الوطن بدعم منه. وأشارت القرشي إلى أن تقدمنا ونجاحنا سيتحقق برؤية من خادم الحرمين الشريفين ودعمه اللامحدود وتشجيعه للمرأة في المملكة العربية السعودية وأبرز دليل تكريمه للدكتورة خولة الكريع التي حصلت مؤخرا على أعلى تقدير تحصل عليه امرأة من خادم الحرمين الشريفين. وأشارت إلى أن المتخرجات لديهن معايير من الامتياز والتفوق للمرأة في المملكة العربية مع بقية الكليات المماثلة والتواصل مع الجامعات والكليات العالمية التي اعترفت بانجازهن وعلى وجه الخصوص الجامعات الأمريكية. عقب ذلك ألقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كلمة عبرت فيها عن سرورها وسعادتها بزيارة كلية دار الحكمة للبنات وقالت لقد سمعت ولسنوات الكثير عن هذه الكلية والعمل الريادي الذي تقوم به من قبل الطالبات السعوديات لتؤكد التربية المتميزة والتدريب المتميز للطالبات اليافعات في المملكة العربية السعودية وما بعد حدودها. وأضافت: حين دخلت كلية دار الحكمة تأثرت كثيرا بالترحيب والاتزان الذي رأيته من خلالكم وهي فرصة خاصة ومتميزة وأنا ممتنة لهذه الفرصة أنني تمكنت من زيارة هذه الكلية لمقابلاتكم. وعبرت الوزيرة عن شكرها للأميرة لولوة الفيصل الرائدة في مجال التربية والتعليم ومعروفة بالنموذج الذي تملكه وعن سعادتها بتواجد السفير الأمريكي لدى المملكة والقنصل العام في جدة وعميدة الكلية الدكتور سهير القرشي إلى جانب عمداء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالعزيز وهما جامعتان تعملان على رعاية المراة وتعليمها وتفوقها. ولفتت وزير الخارجية الامريكية الى ان زيارتها لجدة هي فرصة سعيدة لها كوزيرة للخارجية وعضوة في مجلس الشيوخ وكسيدة اولى وقالت لقد ذهبت الى نواح كثيرة في العالم ولم اجد كل هذا الاهتمام بالتربية والتعليم للفتيات متوفر ولم تعط النساء الفرصة لاثبات مقدرتهن وابداعهن. ونوهت بجهود خادم الحرمين الشريفين باهتمامه بمسيرة التعليم للفتيات في المملكة مبينة ان هناك الكثير من الدول لم تعط ذات الاهتمام بتعليم المراة كما تفعل المملكة. وشددت على ان المراة استثمار مهم لكل مجتمع لتعزيز الفهم والقيم والمصالح الوطنية والام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق كما قال الشاعر العربي حافظ ابراهيم. واوضحت الوزيرة اهمية التربية والتعليم من خلال شحذ الطاقات لبناء حضارة الامة ولكي نصبح رئدات في المجالات الاكاديمية هناك فرص لتحقيق الاحلام والطموحات حين نتعلم، وهناك حاجة ماسة لكي نشارك في مسيرة هذه الهدية التعليم مع اسرنا واطفالنا والجيل القادم وان ننظر الى ما بعد هذه الافق من اجل تعليم الفتيات. وبينت ان ما تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين للمراة مهم جدا لها وما بعد حدودها وان التركيز على تعليم الفتيات والمراة يؤدي الى تفوق المجتمع ولعل إنشاء المملكة جامعة الاميرة نورة في الرياض وهو اسم امرأة اكبر دليل للنهوض بها وبتعليمها وثقافتها وكان أنشاء هذه الجامعة لها اصداء اقليمية ودولية. واثنت هيلاري كلينتون على الانجازات التي قامت بها كلية دار الحكمة ووصفته بانه انجاز حضاري مشيرة الى ان العلاقات الجيدة بين البلدين انعكست على كل انواع التعاون وفي كافة المجالات. وافادت انها بحثت خلال زيارتها للمملكة مع خادم الحرمين الشريفين الذي استمر 3 ساعات وكبار المسوؤلين في المملكة بشكل متعمق موضوع التبادل التعليمي بعد 11 سبتمر حيث حدت الولاياتالمتحدة من قبول الطلاب من دول العالم وانخفض بالتالي عدد الطلاب السعوديين الدراسيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية لكن بفضل العلاقات والمباحثات عدنا الى نفس النسبة التي كانت قبل 11 سبتمر، ولكن هذا لا يكفيني لانني اطمح الى ان ارى المزيد من التبادلات في المسارين الأكاديمي والتعليمي، وقد شارك بعض الطالبات السعوديات في منتدى المرأة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكانت النتيجة اختيار 100 فتاة سعودية في التطبيق وريادة الأعمال والحصول على أدوات التنمية في مجتمعاتنا المحلية، وهو ما يعزز سبل التبادل والتقدم التعليمي بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية. وشددت على ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى الى تلبية دعوة الرئيس اوباما لبداية عهد جديد بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وشعوب المنطقة مبنى على الاحترام والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة المبنية على قيم عالمية لما فيه مصالحة البشرية اجمع واستقرار هذا العالم. واكدت وزيرة الخارجية الامريكية انها في كل زيارتها التي تقوم بها تلتقي بقيادات ووزراء خارجية ومسوؤلين ولكنها تحرص على الالتقاء بالمواطنين والاكاديمين والمهنيين للتحدث اليهم والحوار معهم ليس هنا في المملكة وإنما في كل مكان في العالم خاصة وان الاجيال ما دون 25 هم النسبة الاكبر وهم مفعمين بالتفاؤل والأمل والطموح من اجل غد أفضل. وأشارت الى انه في الوقت الذي تحصل عليه هذه الأجيال الاهتمام في دول وأماكن من العالم إلا ان هناك اجيالاً من نفس الفئة لا تحصل على نفس الاهتمام والرعاية في التعليم والرعاية الصحية ولا يمنحون الفرصة للتقدم والأدوات الأساسية التي يحتاجون اليها ليكونوا مستقبلهم المثمر. وشددت كلينتون على اهمية وضرورة التوازن في اقامة مثل هذه الكليات في كل دول العالم من اجل ان يترابط عالمنا وان نمنح السبل التي تعمل على تعزيز التنمية والتعليم في كل مكان. وامتدحت وزيرة الخارجية اللقاءات التي اجرتها خلال زيارتها لعدد من القادة في المجتمع المدني من المحاميات والطلاب والطالبات واعضاء الغرفة التجارية الصناعية بجدة. وقالت لقد شعرت بالفخر والسعادة بان كل من التقيتهم طاقات ابداعية تساهم في التغيير الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشددة على اهمية وجود المزيد من الشركات القائمة اليوم التي تعزز المجتمع المدني وايضا الجهود المحلية الوطنية التي تعزز الفرص للفتيات والنساء للمساهمة في خدمة المجتمع. واعلنت هيلاري كلينتون ان من ابرز ما في اجندة الرئيس اوباما في البيت الابيض انه سيستضيف في ابريل المقبل لقاء لريادة الاعمال حيث يلتقي مع مبتكرات وقادة اعمال من 50 دولة حول العالم ومنهم 5 طالبات سعوديات من جدة اربعة منهن من كلية دار الحكمة للبنات بعد منافسة لم يكن لنا تدخل فيها. واوضحت اريد ان اشير الى الاهمية التي تضعها الولاياتالمتحدةالامريكية عادة في منح المزيد من الفرص المماثلة مثل هذه القمة قمة ريادة الاعمال لليافعين لكي نفكر ونعزز مفهوم التبادل لان مثل هذه التبادلات عادة ما تبدا من الافراد ولا تبدا من الحكومات ونحن نريد ان نبدا من الاسفل الى الاعلى ومن الاعلي الى الاسفل لكي نطلق العنان ولتجد الطاقات كافة الفرص من اجل الانجاز واريد ان اسمع منكم وان نخرج من الحوار بفوائد ايجابية للاستفادة من بعضنا بعضا. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية انا كوزيرة خارجية امثل ادارة الرئيس اوباما ولدينا لائحة طويلة من التحديات التي نواجهها نحن لدينا شراكة قوية ونسعى مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج لتقويتها. واضافت نحن نعيش في اوقات وظروف صعبة نتعامل مع الصور النمطية وسوء الفهم وعلينا ان نفتح قلوبنا وعقولنا وان نتصدى لشبكات الارهابيين المجرمين وعلينا ان نتعامل مع هذه الامور بحزم ونكون حريصين على التصدي لها. وبينت ان الاجراءات التي استحدثت في مجال سلامة الطيران بعد محاولة الاعتداء على الطائرات في عيد الميلاد قد يصعب على البعض لماذا تتخذ هذه الاجراءات في الولاياتالمتحدةالامريكية. وقالت: نحن نامل باننا سنقوم بمراجعة هذه الاجراءات حسب ما تسمح به الظروف ولكن ما احب ان اؤكده ان افضل دفاع لنا ضد الارهابيين هو ان يكون هناك فهم اكبر. وشددت هيلاري على ان العالم يحتاج الى التقدم ليصبح عالما خاليا من السلاح النووي وهو الهدف الذي اوضحه الرئيس اوباما وسيستغرق ذلك الكثير من الوقت. واضافت انه خلال السنوات الماضية حاول العالم ان يتعامل مع جل السلاح النووي الذي خرج من الزجاجة حولنا وان نتعامل مع ذلك خلال الحرب الباردة ومهما كانت الصعوبات في ذلك الوقت الا ان الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي عملا على الحد من التهديد ونجح في ذلك. واشارت الى ان كل الاتفاقيات والتفاوض للحد من الانتشار والاتفاقية للحد من السلاح النووي التي وقعت عليها الكثير من الدول ومنها ايران وفي هذه الاتفاقية الدول التي كانت حايزة على السلاح النووي اتفقت على ان تقوم بحمايتها وتتوخى الحذر في كيفية تقديمها والتامين عليها لكي لا تقع في ايدي دول مثل ايران التي تسعى للحيازة عليها. واوضحت ان هناك تطمينات ان الدول الحائزة على الاسلحة النووية ان تحافظ عليها وهناك اتفاقيات لكي تسيطر على مواد نووية لكي لا تقع في ايدي المجموعات الارهابية مثل تنظيم القاعدة التي حاولت ان تسعى لصنع مثل هذه الاسلحة النووية. واكدت ان المنطقة كلها تشعر بقلق بالغ حيال نوايا ايران لان ايران هددت الدول الاخرى وايران مولت ارهابين اطلقوا اعتداءات في دول اخرى وايران اليوم هي اكبر داعم للارهاب في العالم.