منذ أن اقترح مجلس الشورى صرف بدل للبطالة تعددت الآراء ما بين أقلية معارضة وأكثرية مؤيدة. نفس الجدل تكرر عندما ناقش مجلس الشورى قضية الرغبة في زيادة رواتب المتقاعدين. مؤيدو بدل البطالة يرون أن المجتمع يتحمل مسؤولية تجاه أبنائه العاطلين ويتعين عليه أن يقف إلى جانبهم إلى أن يتمكنوا من الوقوف على أقدامهم. البدل، ليس مساعدة خيرية بقدر ما هو حافز للعاطلين ليستمروا بالبحث عن عمل دون أن تدفعهم البطالة، وبالتالي الإحباط، إلى أحضان الجريمة أو التمرد على قيم المجتمع. البدل هو حد الكفاف الذي لا يغني من جوع بل يقي من الموت جوعا. أما مؤيدو زيادة رواتب المتقاعدين فيرون أن المتقاعدين هم مواطنونن افنوا عمرهم في خدمة بلادهم وانه ليس من العدل أن يتركوا، وهم في ارذل العمر، فريسة لقسوة تكاليف الحياة. لذا فانه من المتعين على الحكومة، ممثلة بالمؤسسة العامة للتقاعد، أن ترتب لهم ما يقيهم شر الفاقة ويصون كرامتهم من ذل السؤال. معارضو بدل البطالة، من جهتهم، يقولون إن المؤيدين يفوتهم بان حساب الحقل يختلف عن حساب البيدر. إذ إن عشرات إن لم يكن مئات الألوف ممن هم يعملون الآن كمتسببين ومثلهم ربات المنازل سيتسابقون للحصول على بدل البطالة. وأيضا يفوتهم انه في سوق مفتوح كالسوق السعودي حيث لا يوجد حد أدنى للأجور فان معظم الفرص الوظيفية المتاحة حاليا رواتبها لا تبتعد كثيرا عن البدل المقترح (1000ريال)، وبالتالي فان الحصول على بدل بطالة سيكون أجدى من الحصول على وظيفة. معارضو إقرار زيادة سنوية ووضع حد أدنى لرواتب المتقاعدين يقولون إن الحجة التي يستند عليها مؤيدو الزيادة وهي إفناء العمر في خدمة البلاد هي حجة واهية. خدمة البلاد لم تكن بلا اجر، ولا يجب أن تصور كتضحية قدموها لأوطانهم. ثم إن المرء إن كان سيقبل بتوفير العيش الكريم لهؤلاء فماذا عن المسنين في كل مكان ممن لم ينضموا للجهاز الحكومي .. ألا يستحقون أيضا رواتب شهرية تقيهم ذل الحاجة؟. ثم هل المفترض بالإنسان أن ينتظر حتى وصوله لسن التقاعد كي يبدأ بالقلق على تحصيل رزقه؟ أم إن المفترض بالإنسان أن يبحث عن حل لمشاكله دون أن يطالب بيت مال المسلمين بحلها له؟ كلا الفريقين لديه وجهة نظر منطقية .. أنت، عزيزي القارئ، لأي وجهة نظر تميل؟