عندما كتبت زاوية ضوء عن مسابقة نادي حائل الأدبي، منذ أسبوعين بعنوان "نضج المسابقات" لم أفكر مطلقاً بأمر الإقليمية أو الانحيازية، لذا فقد استغربت تعليق "محمد الشنطي" الذي يقول فيه "تألمت كثيرا لهذه النبرة القاسية حد البكاء، أي عقدة وأي شوام وأي انحيازية إقليمية، يذكرني ذلك بواقعنا المؤلم، حين ننظر بهذا المنظار الضيق نلخص الدنيا كلها في نزعة شوفينية ضيقة، إن الفرح الذي شعرنا به ونحن نلتئم في أسرة ثقافية حميمة - على الرغم من تباين وجهات نظرنا- أوشك أن ينطفىء"، وحقيقة يزعجني كثيراً سوء الفهم، لأن ذلك يبعدنا كثيراً عن محور النقاش، ويكون الأمر أكثر إزعاجاً إذا كان التعليق من محمد الشنطي الأكاديمي والدكتور والناقد الذي خدم الأدب في المملكة من خلال دراساته وكتبه المتعددة، والذي أكن له التقدير والاحترام، لأنني أعرف أن علاقته تنطلق من النص أولاً، وقد كان محفزاً لي في كتاباتي الأولى منذ قرابة الربع قرن عندما قدم قراءة لقصة الوحل، وبالطبع إذا كان صاحب الإسم رجل آخر فيبقى الاحترام له ولرأيه، ماكتبته بعيد عن الإنحيازية والإقليمية، هو رد على إساءة من قبل النادي ولجنة التحكيم لكل من شارك في المسابقة، فثمة مشكلة في الوسط الثقافي في المملكة، هي التشتت والمواقف المسبقة، وطابور الأغبياء الذين لايقرؤون إلا بوصاية ووفق ما يراه البعض، وهنا تكمن خطورة بيان لجنة التحكيم بأن الروايات المتقدمة لمسابقة نادي حائل دون المتوسط ولم تصل لمرحلة النضج، الأمر الذي سيجعل البعض يقرر عدم قراءة أي عمل مشارك، فالأعمال الجيدة هي التي اختارتها لجنة التحكيم، هذا غير الآراء السابقة من قبل المبدعين والكتاب لدرجة أن بعضهم أعلن أنه لايقرأ روايات سعودية، وموقف بعض الأدباء والأديبات ومنهم الياس فركوح وليلى العثمان تجاه الإبداع الروائي وبالذات إبداع الكاتبات السعوديات، إضافة إلى تعالي بعض الكتاب ورؤيتهم أنهم هم الأفضل، لدرجة أن بعض الكتاب دبت القطيعة بينهم بسبب إصدارهم روايات، ورؤية كل واحد منهم بأنه الأفضل، كيف نصل لتكوين "أسرة ثقافية حميمة كما يقول الشنطي إذا لم يكن كل أديب ومثقف يحتفي بالآخر دون إقليمية، وكيف نصل لتكوين أسرة ثقافية حميمة والشللية والعلاقات تصل بنادٍ لتقديم ندوة عن عمل قد يعرفون مسبقاً أنه ضمن الأعمال الفائزة قبل أن تعلن النتائج، يهمنا كثيراً الصدق والشفافية، وأن يحتفى بكل عمل إبداعي على أن يعطى قيمته الحقيقية ويوضع في المكان الذي يستحقه، لانريد ممارسات غبية تتسبب بتشتت المشهد الثقافي، وخلق قطيعة بين الأدباء، نحن نريد وعياً واهتماماً واحتراماً لكل منجز إبداعي، عندها سنحقق حركة ثقافية جيدة، وبكل تأكيد سيفتخر كل عربي بأن له علاقة بإبداع عربي متميز في المملكة العربية السعودية.