«أشعر بالوحدة أنا وحيد» عبارة دائماً تتردد في الآونة الأخيرة... الإنسان مخلوق اجتماعي تفاعلي سريع الانخراط مع جميع طبقات المجتمع، تلك هي فطرته فقد انتهى عصر طرازن والكهوفيين، فالإنسان الآن يعيش وسط مجتمع، ويوميا يرى أشخاصاً مختلفين، في المسجد، في الشارع، في العمل، في المدرسة، ويوميا نحتك بفئات مختلفة، ومع ذلك نجد من يقول: أشعر بالوحدة لماذا هذا الشعور يتملكك؟ أنت لا تشعر بالوحدة، ولكن أنت من أستوحدت بنفسك وعزلت نفسك عن الآخرين ، وعندما يجد الآخرون أسوار الانعزال، والانفصال عنهم جسديا كان أو نفسيا سيتحاشون الاقتراب منك، ليس لنبذهم لك..ولكن لاحترامهم لك ولرغبتك.. كثيرا" ما كنا نسمع ((الناس لا تحكم إلا بما هو ظاهر)) وهذه حقيقة رأوا أنك تريد تجنبهم فجنبوك احتراما لك لا يوجد من هو وحيد في هذه الدنيا،الوحدة هي وحدة الذات وعندما تكون ذاتك وحيدة فالمشكلة بك والحل أيضا عندك مشكلتك هي أما أنك وضعت ذاتك بقالب صعب عليها اجتيازه فتقوقعت أو أنك وضعت ذاتك بأقل مما تستحق فخاب أملها فتكون عندك ذلك الشعور التوحدي الحل أبسط مما تتوقع جرب أن تسأل نفسك لماذا أشعر بالوحدة رغم وجود الآلاف البشر حولي هل يعقل أني لم أجد من يفهمني؟؟ الجواب ليس منطقيا أنك لم تجد من يفهمك ولن تجد أيضا شخص يفهمك بالمطلق، قد تجد شخص يتفهمك بأمورك العملية وشخص يتفهمك نفسيا، من النادر جدا أو الاستحالة أن تجد إنساناً واحداً يستوعبك ويفهمك بالبتة هنا تكمن الحكمة الإلهية. وأخيرا لن ترى وجودك إلا من خلال الآخرين فإن كنت وحيداً فلن تشعر بقيمة انجازاتك فعش كما أنت ولكن أدخل الآخرين عالمك كي ترى الوجود جميلا