حققت شركة الزامل للاستثمارات الصناعية أرباحا ناهزت 230 مليون ريال عن أعمالها للعام 2009، ونتيجة لذلك زاد ربح السهم إلى 5.11 ريالات من 5.00 ريالات عام 2008، وانخفض مكرر ربح السهم إلى 11.80 ضعفا، وزادت قيمة السهم الدفترية إلى 26.67 ريالا، وأصبح للسهم قيمة جوهرية، وكل هذه مؤشرات إيجابية للشركة، ويعتبر ما حققته الشركة خلال العام 2009 نقلة نوعية في الأداء، مقارنة بما كانت عليه خلال العامين السابقين 2008 و 2007. كذلك انخفض حجم المخزون إلى نحو 1.48 مليار ريال لعام 2009 من 2.34 مليار لعام 2008، وانكمش حجم المبالغ تحت الطلب إلى 707 ملايين ريال من 906 ملايين، ويتوج كل ذلك أهم حدث، عودة التدفقات النقدية من التشغيل إلى الموجب، الأمر الذي أعاد للسهم قيمته الجوهرية. تأسست شركة الزامل للاستثمارات الصناعية تحت مسمى شركة الزامل الصناعية، ومن ثم تحولت إلى شركة مساهمة سعودية في منتصف العام 1998عندما طرحت نسبة 40 في المائة من أسهمها لاكتتاب المواطنين، في المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي. وحاليا يبلغ رأس مال الشركة المدفوع بالكامل 450 مليون ريال، موزعة على 45 مليون سهم، كما الأسهم الحرة منها 34 مليون سهم. وتحتل شركة الزامل للاستثمار الصناعي موقعا متقدما في مجال الصناعة، فهي عبارة عن مجموعة عالمية من الشركات تعمل في قطاعات صناعية مختلفة ومتخصصة، في مجالات التكييف، المباني الحديدية سابقة الهندسة، المنتجات الإنشائية الحديدية، أبراج نقل الطاقة والاتصالات، العوارض المفرغة، المسطحات الحديدية، إضافة إلى معالجة الزجاج المعماري. يقع مقر الشركة الرئيسي في مدينة الدمام، المنطقة الشرقية، من المملكة العربية السعودية، حيث تمتلك الشركة المصانع الرئيسية الثلاثة، وهي: مصنع الزامل للمكيفات، مصنع الحديد الذي تأسس عام 1977، مصنع الزجاج الذي تأسس عام 1983، وفي عام 1999 تم تأسيس شركة مستقلة لخدمات وصيانة المكيفات، كما تأسس في عام 2000 مختبرات فحص متكامل تحت مسمى مختبر تقنية المكيفات، وأعلنت الشركة أخيرا عن تأسيس مصنع جديد للمكيفات في مدينة الدمام. جاء تأسيس مصنع الزجاج بناء على الطلب المتزايد على هذه المنتجات لتلبية طلبات النهضة العمرانية التي شهدتها المملكة ودول مجلس التعاون آنذاك ليواكب الطفرة التي كانت مرتقبة في هذا المجال وفي صناعة البناء التي نرى آثارها في الوقت الراهن. لشركة الزامل مصنعان للمباني الحديدية في كل من مصر وفيتنام إضافة إلى ذلك فهي تمتلك مصنعين متخصصين في مجال التكييف، الأول كلايماتيك في النمسا والآخر جيوكلايما في إيطاليا. واستنادا على إقفال سهم "الزامل للصناعة" الأسبوع الماضي؛ 26 صفر 1431، الموافق 10 فبراير 2010، على 60.25 ريالا، ناهزت القيمة السوقية للشركة 2.71 مليار ريال، موزعة على 45 مليون سهم. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 58 ريالا و 60.5، في حين تراوح خلال 12 شهرا بين 36.40 ريالا و 64.75، ما يعني أن السهم تذبذب خلال 52 أسبوع بنسبة 56 في المائة، وفي هذا ما يشير إلى أن معدل مخاطر السهم متوسطة إلى مرتفعة، ولكن متوسط كمية الأسهم المتداولة عند 380 ألف سهم يوميا، ربما يهمش مبدأ المخاطر، حيث تعني هذه الكمية أن السهم ليس للمضاربة. من النواحي المالية، أوضاع الشركة جدا مطمئنة، بعد أن انخفض حجم المخزون وحجم المبالغ تحت الطلب، وكذلك بعد أن سجلت الشركة تدفقات نقدية موجبة من التشغيل خلال العام 2009، ما يعني أن أرباح الشركة حقيقية، فقد ظلت التدفقات النقدية من التشغيل للشركة سالبة لعامي 2008 و 2007، ما أضفى نوعا من التساؤل والشك حول قدرة الشركة على الخروج من مثل هذه الأزمة، ولكن إدارة الشركة المتميزة بددت كل هذه الشوك. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، أثبتت الشركة أنها محل الثقة، فقد انتاب بعض المستثمرين شيئا من الخوف حول أداء الشركة خلال العامين 2008 و 2009، ولكن الشركة أزاحت هذا الهم. في مجال السعر والقيمة، يبلغ مكرر الربح الحالي نحو 11.8 ضعفا، هو معدل جيد جدا، خلصى إذا اخذنا في الاعتبار مكرر الربح على النمو عند 0.49، وقيمة السهم الدفترية البالغة 26.67 ريالا، ويتوج كل ذلك قيمة السهم الجوهرية التي توازي 21 ريالا في أسوأ الأحوال. وبعد دمج كل ما توافر لدينا من معطيات، وما رشح من معلومات عن الشركة ومستقبلها، ومقارنة كل ذلك بمؤشرات أداء السهم الأخرى، يعتبر سعر سهم "الزامل" مقبولا عند 60 ريالا. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته الاستثمارية.