زائر «تكساس» الأمريكية يرعى البقر ويغزو الفضاء

أشهر مدنها «هيوستن» وتجمع الترفيه والاستثمار والأبحاث العلمية

إذا بحثت عن ولاية في أمريكا تضم كل شيء بالمقاييس العليا، فولاية تكساس هي الخيار الأفضل. وهي المعروفة عالمياً "كأسطورة أمريكية" لما تتمتع به من مساهمات في التاريخ الأمريكي.
تقع تكساس في جنوب وسط الولايات المتحدة الأمريكية، وتحد المكسيك وخليجها، وتتمتع طبيعتها بالغابات والجبال والصحراء والسهول، وهي ثاني أكبر ولاية في أمريكا بعد ألاسكا ويعود اسم الولاية إلى لغة قبائل الهنود الحمر والتي تعني بلغتهم الاصدقاء. مناخها إجمالاً حارّ وجاف. كما يعتمد معظم سكانها على الزراعة كمصدر عيشهم. عدد سكانها 22.5 مليون نسمة. وكما يسمونها "ولاية النجمة الوحيدة" فهي تقدّم فرصاً تجارية ومراكز سياحية متنوعة تهم رجال الأعمال والطلاب والسيّاح، ويزورها عادة السعوديون وأبناء الخليج عامة. وتعتبر في الطليعة من حيث النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية وتتقدم لتكون واحدة من أهم المصادر الاقتصادية في العالم. في الواقع، لو كانت ولاية تكساس دولة، لكان إجمالي إنتاجها المحلّي بالمركز الثاني عشر في العالم. كما ان الجامعات في هذه الولاية لها سمعتها بتوجيه الدولة إلى التنوع والأبحاث العلمية.
جاذبة للاستثمار الأجنبي
على مدار السبع أعوام الماضية (2002-2008) قادت هذه الولاية دخل التصدير الأمريكي إلى مجموع 192.1 مليار دولار في عام 2008، بارتفاع 14.2 بالمئة عن عام 2007. كل عام تشحن البضائع من تكساس إلى مختلف أنحاء العالم. فالمملكة العربية السعودية استوردت بضائع بقيمة أكثر من 2 مليار دولار في عام 2008. وبما أن ولاية تكساس معروفة ايضاً بمجالات الغاز والبترول فإن المواد التالية تعتبر من أكثر المواد المصدرة في خلال عام 2008 (مواد كيميائية، كمبيوترات والألكترونيات، الآلات، البترول والفحم، ومعدات وسائل النقل.
لقد تم تصنيف تكساس بالمراكز الأولى في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر، في ظل اقتصادها النابض بالحياة وجوها التجاري الممتاز وموقعها المركزي وتكاليف الإنتاج المنخفضة نسبياً أغرى معظم الشركات الأجنبية. كما تفتخر ولاية تكساس بمجموعات متنوعة من القاعدة الصناعية والتقدم التكنولوجي. وفقا للشركة الاستشارية الاستخباراتية للاستثمار الأجنبي المباشر، فقد تم تصنيف ولاية تكساس في المركز الثاني عالميا من قبل شركة الاستثمار الأجنبي المباشر باستثمار وقدره 7 مليارات دولار في عام 2008 بينما صنفت في المركز الأول في عامي 2006 و2007. لقد اتخذت الولاية خطوات جريئة لخلق المناخ المناسب للتجارة بما في ذلك هيكل ضريبي وقوة عاملة مثقفة. وتقدم تكساس حوافز كبيرة للشركات السعودية الراغبة في القيام بأعمال تجارية في الولاية. وعلى سبيل المثال، إذا قدمت الشركة خطة لتوفير الوظائف في تكساس، فإن الولاية تستخدم صندوق المشاريع لمساعدتها على نقل منشآتها أو توسيع نطاق عملياتها. هناك بعض الشركات موجودة في ولاية تكساس ومصنفة في أعلى المراتب عالمياً ومنها تويوتا موتور للصناعة (اليابان)، أيكيا (السويد)، بي بي (بريطانيا)، سامسونغ (جنوب أفريقيا)، رويال داتش شل غروب (نذرلاندز)، وبافس (ألمانيا). وتجني هذه الشركات فوائد من الزبائن الذين يدفعون والقوى العاملة التي تستطيع التعاطي مع العمليات المعقدة والولاية المستعدة للمساعدة في الاستثمار.
كما أن ولاية تكساس هي موطن لثلاث وثلاثين منطقة تجارة حرة، اكثر من أي ولاية أخرى. إن مناطق التجارة الحرة هي عبارة عن مواقع قريبة من موانئ الجمارك الأمريكية حيث أن البضائع الأجنبية والمحلية تعتبر عموما من ضمن التجارة الدولية. يمكن جلب السلع إلى المنطقة من دون الدخول الرسمي للجمارك أو من دون تكبد الرسوم الجمركية أو الضرائب غير المباشرة إلى أن يتم استيرادها إلى الولايات المتحدة. وتهدف مناطق التجارة الحرة إلى تعزيز مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في التبادل التجاري والتجارة من خلال إزالة أو تخفيض التكاليف غير المقصودة أو العقبات المرتبطة بقوانين التجارة الأمريكية. إن بعض الفوائد الرئيسية المرتبطة بمناطق التجارة الحرة لا تشمل الرسوم الجمركية المفروضة على الحصص أو على عمليات إعادة التصدير، وتأجيل رسوم جمركية وضريبية اتحادية على الواردات، والوصول إلى تبسيط الإجراءات الجمركية، وكما يمكن لمناطق التجارة الحرة جعل الموقع مؤهلاً للولاية أو الفوائد المحلية.
منظر جمالي من أحد مدن الولاية
الترفيه والسياحة
ولاية تكساس ليست للأعمال فقط، فهي تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية التي تناسب جميع الأذواق والميزانيات. فالتنوع يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بالمدن العالمية المثيرة ذات الأنشطة المميزة في الهواء الطلق في عدد لا يحصى من المتنزهات الوطنية والمحلية في ولاية تكساس، أو تجربة حياة الغرب البرية والتراث وأسلوب حياة رعاة البقر التي تشتهر بها على مستوى العالم. وبمجرد إدراك الزائر لما تتمتع به هذه الولاية من أراضي شاسعة ونابضة بالحياة. فعلى سبيل المثال، في شمال تكساس يمكنك ان تتمتع بالحياة البحرية الآتية من ثلاث محيطات وبحار مختلفة في حوض دالاس الدولي للمخلوقات البحرية (رؤية بانورامية مدهشة للأطفال خلال تجولهم عبر الأنفاق المحفورة لمشاهدة سمك الراي والسلاحف البحرية وأسماك القرش وغيرها من المخلوقات البحرية المتنوعة) شاهدوا أيضاً القردة والطيور الملونة الزاهية والغطاء النباتي في الأقفاص من الغابات الممطرة في فنزويلا. يفتح الحوض سبعة أيام في الأسبوع.
وفي مدينة أرلينغتون، سيستمتع السيّاح بقضاء يوم أو يومين في مدينة الملاهي "سيكس فلاغز". وركوب أطول وأسرع رولركوستر في العالم، أو السقوط في نفق طويل من تورنادو ودوامات المياه، وزيارة عالم البحار والسفاري البرية وحديقة "لوني" للأطفال. وجنوبا ناحية ولاية أوستن تتمكن من زيارة مبنى البرلمان المصنوع من الغرانيت الوردي المشهور في ولاية تكساس، فضلا عن 22 فدانا من الأراضي والآثار المحيطة به. كما يجب زيارة "بانديرا" مبنى رعاة البقر، حيث يوجد عدد من المزارعين للمساعدة في ركوب الخيل، ونزهات الطعام، والتجربة الحقيقية للعمل في المزرعة.
وهناك الكثير من الأنشطة لعشاق الطبيعة والمغامرة أيضا. فالتضاريس الكارستية تغطي خمسة وعشرين في المئة من ولاية تكساس، وهي بمثابة جنّة لعلماء الجيولوجيا والحفريات والآثار والمصورين ومكتشفي الكهوف. فالكهوف المفتوحة للعموم من الناس تجذب العديد من السياح، وبطبيعة الحال هذه المقدسات تحت الارض تحافظ على درجة حرارة معتدلة على مدار السنة. وبالمثل، فإن غارنر ستايت بارك يشمل الأخاديد، والجداول، والمنحدرات، وعشرة فدادين من الأنهر. ويمكنك الاستمتاع بالأنابيب النهرية والزوارق والسباحة والغولف والمتنزهات الطبيعية مع وفرة من الحياة البرية وركوب الدراجات والرقص، وألحان وأغاني رعاة البقر عند الغروب.
من الأنشطة الترفيهية
الفضاء وهيوستن
وعندما تكون مستعداً للعودة إلى الحضارة، يمكنك التوجه لمدينة هيوستن وزيارة مركز جونسون للفضاء ، والتعرّف على تدريب رواد الفضاء للبعثات المقبلة. ويتاح حجز أماكن للجولة رقم 9 ومشاهدة الأشياء التي يراها رواد الفضاء فقط وكيف وأين وماذا يأكلون؟ والعروض المرحة عن كيفية تنفيذ رواد الفضاء أنشطتهم اليومية في الفضاء. وإذا قدت نصف ساعة جنوباً تصل إلى مدينة جالفستون الغنية بالمعارض الفنية والمتاحف، وركوب الخيل والنقل، والبيوت التاريخية بما في ذلك قصر المطران. كما ستجد 36 موقعاً للتسوق، 1800 موقع هندسي ومطاعم ومقاهٍ متنوعة على الساحل الشهير. ثم توجه إلى الشاطئ للاستمتاع بركوب الأمواج والغولف والكرة الطائرة، وإطعام طيور النوارس، أو مجرد الاسترخاء. كما يمكنك حجز رحلة بحرية للخليج. وبالقرب من مدينة جالفستون تقع بلدة صغيرة تدعى "كيماه" وسرعان ما تصبح من المنتجعات المفضلة، برحلات للخليج، وتسوق وترفيه على الواجهة البحرية، ومساكن متنوعه فاخرة منها للرفاهية ومنها للاسترخاء.
وتهيمن البراري والبحيرات على "دالاس فورت وورث" المعروفة بالميتروبليكس فمدينة دالاس مدينة حيوية متطورة مع حياة ليلية رائعة. وفي مدينة فورت وورث يمكن للزوار تجربة تراث المدينة الغربية والحظائر الوطنية التاريخية للمقاطعة، من خلال مشاهدة قطيع من الماشية ذات القرون الطويلة، وتتوسع سهول ولاية تكساس الجنوبية من مدينة سان انطونيو إلى نهر ريو غراندي، مع تغيير المشهد من السهول الشاسعة للبلّوط الذي هو فرحة الصيادين في المنطقة ومراقبي الطيور في وادي ريو غراندي. كما أن عشاق التاريخ سوف يتمتعون بجولة في الأمكنة التاريخية "ألامو" و"ميشين ترايل" في مدينة سان انطونيو. وتعد سان انطونيو موطن الأشجار شبه الاستوائية، والفنادق والمطاعم وصالات العرض التي تصطف على ضفاف النهر. وفي اقصى جنوب سهول ولاية تكساس ستجد "مزرعة الملك" الأكبر في البلاد، ونظرة تاريخية على تراث تربية المواشي جنوب الولاية.
مركز علوم الفضاء في هيوستن
تاريخياً ينظر لتكساس على انها "بوتقة" أمريكا بسبب الجنسيات المتعددة والثقافات التي ساعدت على تشكيل هذه الولاية (وتستمر في ذلك اليوم)، فمواطنوا ولاية تكساس يرحبون بالناس من كل الثقافات، ويفهمون الدور الحيوي الذي يلعبونه في هذه الولاية. كما تعرف ولاية تكساس بجامعاتها الوطنية للأبحاث التي تقدم للطلاب القادمين من مختلف أنحاء العالم فرصاً لتحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية، والمشاركة في النوادي والأنشطة المتعددة الثقافات التي تجري في الحرم الجامعي. كما تضم الولاية 109 جامعات عامة و99 جامعة خاصة، مما يجعل العثور على ولاية أخرى فيها المزيد من الخيارات صعباً جداًً. وهناك برامج لا تنتهي لطلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا، بما في ذلك الهندسة المعمارية وإدارة الأعمال والتعليم والهندسة المدنية والقانون والتكنولوجيا. فجميع الكليات العامة والخاصة في ولاية تكساس تأتي في المراتب المئة الأولى على الصعيد الوطني. وتفخر الكليات في ولاية تكساس بعملها في مجال التكنولوجيا والبحوث، وخصوصا على مستوى الدراسات العليا. فالعديد من برامج الدراسات العليا تتصدر المراتب العشر الأوائل من خلال أخبار الولايات المتحدة، بما في ذلك المرتبة الأولى في الدراسات العليا للمحاسبة، والمرتبة الثالثة في الدراسات العليا للمعلوماتية. فالعديد من الكليات تقع في أماكن يمكن الوصول إليها بسهولة في المناطق الحضرية، وتتمتع بالعديد من الحدائق والأماكن المشجرة.
الوصول لولاية تكساس لم يكن سهلاً بالنسبة للسعوديين، ولكن حالياً هناك رحلات يومية لمدينة هيوستن تقدمها شركات طيران عدة. كما أن مكتب هيئة التجارة الخارجية في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في المملكة العربية السعودية سيقود بعثة تجارية لرجال أعمال سعوديين إلى ولاية تكساس في أوائل شهر مايو 2010. وندعو الشركات الراغبة في المشاركة بهذه البعثة الاتصال بالسفارة الأمريكية بالرياض، إذا كنت زائراً أوطالباً تملك الجنسية السعودية فسوف تحتاج إلى تأشيرة دخول للسفر الى الولايات المتحدة الأمريكية ومن الافضل أن تطلب موعداً للحصول على تأشيرة في وقت مسبق من زيارتك، فالقسم القنصلي في السفارة الأمريكية يوصي بثلاثة أشهر على الأقل من التخطيط المسبق. للمزيد من المعلومات حول تأشيرات الدخول الى الولايات المتحدة الأمريكية يمكنك زيارة الموقع التالي:http://riyadh.usembassy.gov/non-immigrant-visas/tourism-business.html