أنا أعيش جزءاً من العام في باريس وجزءاً من العام في جدة، وثمة فروق بين الحياة في باريس والحياة هنا في جدة. وسأذكر بعضها: - في باريس أدفع أتعاب الطبيب بعد الفحص، أما هنا فأدفعها قبل الفحص. في باريس عندما أجري تحليلاً للدم، تأتي الممرضة إلى البيت وتأخذ العينة، ثم أتلقى التحليل بالبريد، وأرسل شيكاً للمعمل بالبريد. - وهنا أرسل السائق للمعمل ومعه قيمة التحليل نقداً وليس شيكاً، ثم تأتي الممرضة وتأخذ العينة، وثاني يوم أبعث السائق ليأتي بالنتيجة، والممرضة تأتي للبيت لأن صاحب المعمل يعرفني شخصياً. في باريس عندما أحتاج للتنويم في مستشفى أدفع الفاتورة عند خروجي وبشيك، أما هنا فأدفع مبلغ عشرة آلاف ريال مقدماً، وبعد ثلاثة أيام أدفع عشرة آلاف أخرى، وهكذا دواليك. ففي باريس أدفع أتعاب طبيب الأسنان بعد أن ينتهي من علاجها، أما هنا فيتفاوض معي طبيب الأسنان ثم أدفع له أتعابه مقدما ونقدا والشيك لا يقبل، وآخر مرة ذهبت فيها إلى طبيب أسنان هنا فأدخلوني إليه، وبعد أن فحصني قال إن أحد الأضراس يحتاج إلى حشو ويكلف ألفاً وخمسمائة ريال، وطلب مني أن أذهب وأدفع المبلغ لموظفة الاستقبال وأعود إليه بالإيصال. ففي باريس عندما اشتري سيارة أكتب لهم شيكاً واستلم السيارة فوراً. أما هنا فأكتب لهم شيكاً وأستلم السيارة بعد ثلاثة أيام أو أكثر عندما يستلمون قيمة الشيك. وهذا ينطبق على تصليح السيارة، في باريس أدفع القيمة بعد التصليح، أما هنا فأدفعها قبل التصليح . في باريس عندما أريد أن أشتري لوازم البيت أو أي شيء كمبيوتر أو تلفزيون، أدخل على الإنترنت وأبحث عن المحل وأختار ما أريد شراءه، وأدفع بالبطاقة، ثم تسلم لي البضاعة في بيتي بعد يوم أو يومين. وكل هذه الفروق أو بعضها يمكن أن تزال وتنمحي إذا فعلنا نظام الأوراق المالية، وطبقنا العقوبة المنصوص عليها فيه لمن يكتب شيكاً من غير رصيد.