ذهبت في باريس لأشتري كرسي مكتب ، وذهبت إلى محل صغير ، وأعجبني أحد الكراسي ، وقلت لصاحب المحل سأعود في اليوم الثاني واشتري الكرسي ، لأنني نسيت دفتر الشيكات ، فقال لي خذ الكرسي وأرسل لي الشيك بالبريد ، وأخذت الكرسي دون أن يستكتبني أية ورقة ، وهكذا كان ، وأخذت الكرسي وأرسلت له شيكا بالمبلغ ، وفي نفس الوقت عملت عملية كاتاراكت أي إزالة المياه البيضاء ، وأخذ مني الطبيب نصف المبلغ مقدما ، على أن أدفع الباقي بعد انتهاء العملية ، وهكذا كان ، وفي نهاية العام الماضي عملت عملية في المستشفى الأميركي ، ولم أدفع لهم شيئا إلا بعد انتهاء العملية ، هذا عندهم أما عندنا فقد عملت عملية لتركيب مفصل في الحوض ، وقبل أن أخطو خطوة واحدة طلب مني مدير المستشفى المناوب مبلغ عشرة آلاف ريال ، وبعد ثلاثة أيام طلب عشرة آلاف أخرى ، وتكرر الطلب بعد ذلك كل ثلاثة أيام إلى أن تفضل سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأمر المستشفى بعلاجي على حسابه الخاص ، وهذا جعلني أتذكر كلمة الإمام محمد عبده عندما زار أوروبا وقال : " رأيت أخلاق المسلمين ولم أر المسلمين ، وعدت فرأيت المسلمين ولم أر أخلاقهم". وعندنا كانت المستشفيات في البداية ترضى بالدفع بعد انتهاء العلاج أو العملية وحدث لي ذلك قبل خمس سنين ، ولكن تهرّب المرضى من الدفع جعلها تحتجز الطفل أو الجثة ، وحين مُنعت من ذلك اضطرت إلى أخذ أتعابها مقدماً ، وهكذا فقد الأمن والأمان بين الناس .