قد يسري الشك والريب في قلب من ضعف ايمانه بالله حينما يرى من يستشفي بالقرآن ولم يشف بل قد يزداد المرض على بعضهم في بعض الحالات!! ترى ما هو السر في ذلك وأين الجواب عن هذا السؤال الخطير؟؟ الجواب الشافي الكافي في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.. ولكن قبل الدخول في عمق الجواب أريدك أخي أن تفتح لي نافذة من قلبك وعقلك حتى تدرك المراد تماماً.. استحضر أنك تقرأ كلام ملك الملوك وأنه حقاً بيده كل ما يتمنى أي مخلوق ثم اقرأ قول الله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) كثير من الناس يقف هنا ولا يكمل الآية (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا). انظر لمن القرآن رحمه؟ إنه للمؤمنين به قولاً وعملاً شفاء ورحمة أما الظالمون فلا يزيدهم إلا خسارا... نعم خسارا وما أعظمها من خسارة وإذا أردت أن يتضح المراد أكثر فأكثر فاقرأ قوله سبحانه (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) يقول ابن كثير - رحمه الله - هذا من جملة شقائهم أن ما يهدي القلوب سبباً لضلالهم أ.ه وفي ذلك رسالة إلى كل ظالم لنفسه بالمعاصي أو ظالم للعباد وقد نال من أعراضهم وأموالهم ويريد بعد هذا الاستشفاء بالقرآن!! إن الذي أنزل الدواء حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً! فعجباً من طالب لعلاج من معالج ولا يجتنب ما نهاه عنه من أسباب المرض والبلاء، وليعلم أولئك وغيرهم أن الخلل ليس في القرآن وإنما بما كسبت أيدي الناس ويعفو عن كثير سبحانه والقرآن نور يؤتيه من يشاء ويصرفه عمن يشاء والمحروم من حرم الاستضاءة بنور الله، وما أجمل ما قال قتادة - رحمه الله - لم يجالس القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان قضاه الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ا.ه. أخيراً انظر لحالك أخي هل أنت تسعى لزيادة؟ أما إلى غير ذلك جعلني الله وإياك من أهل الزيادة.. آمين. * إمام وخطيب جامع الأمير مشاري بن سعود