يتفاوت الرياضيون في حرصهم على تحصين أنفسهم بالأوراد الشرعية، التي -بإذن الله- تقيهم شر الإصابات والأسقام، خصوصًا وأنهم أكثر عرضة لها من واقع الإعجاب بعطاءاتهم الكروية، وكم من لاعب تعرض للإصابة بالعين دون أن يشعر، وحاول معالجة نفسه لكن دون جدوى، وهو لا يعلم أن هناك علاجًا لكل هذه الأسقام قبل أن تقع، وبعد أن تقع يمكن أن يقوم به دون أن يكلف نفسه البحث عن معالج يقول الله سبحانه وتعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاَّ خسارًا)، فالقرآن كله شفاء، وهو شفاء القلوب بزوال الجهل عنها، ورحمة للمؤمنين، ومعلوم أن المؤمن من ينتفع به فيكون رحمة له، لذا أقول إن الاستشفاء بكلام الله أمر جميل، وليس هناك أكثر من الإنسان نفسه حرصًا على الشفاء، فعليه أن يكون أكثر حرصًا على قراءة القرآن بنفسه، سواء كان لاعبًا أو غير ذلك، مع استباق وقوع هذا المرض بقراءة الأوراد الشرعية، والمحافظة عليها في الصباح والمساء، فهذه من الأساسيات في حياة المسلم، يجب أن يحرص عليها حتى تقيه شر كل حاسد -بإذن الله-؛ لأنها خير معين للإنسان في الحفاظ على نفسه من كل شر وحسد، وغير ذلك، وقد وردت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث التي تدل على إصابة الإنسان بالعين منها قوله صلى الله عليه وسلم: (العين حق تدخل الرجل القبر والجمل القدر)، والمقصود أن السنة النبوية أوضحت وجود العين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين -رضي الله عنهما- (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامة)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فالواجب علينا الإيمان بذلك، لكن أوكد أن هذا يجب ألا يجعلنا نرجع كل ما نتعرض له أو نصاب به إلى العين، لأن بعض الناس -هداه الله- إذا تعرض لأي شيء قال هذه عين، وأنا محسود وغير ذلك، ومن المفترض على المسلم أن يكون قادرًا على حماية نفسه من كل ذلك بالقرب من الله سبحانه وتعالى، والإيمان بالقضاء والقدر، وكذلك برقية نفسه وهو أكثر من يفيدها، وهناك كتب صغيرة في حجمها، كبيرة في فائدتها تضم الأوراد الشرعية التي وردت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في تحصين النفس ينبغي البحث عنها، والحرص على المداومة عليها، بها أذكار الصباح والمساء، ومنها قراءة أعظم آية في القرآن، وهي آية الكرسي، والمعوذتين، والإخلاص، وغيرها من الأذكار التي تزخر بها الكتب ذات التخصص في هذا الجانب، وقراءتها بشكل يومي يقي الإنسان من شر الشيطان، وتحميه من الأذى -بإذن الله-.