تعد أول مصورة سعودية محترفة فازت بجوائز محلية وعالمية، وذلك ضمن مسيرتها بصحبة العدسة خلال (25) عاما، فقد حصدت أكثر من (30) جائزة في فن التصوير الفوتوغرافي، وأقامت (21) معرضا شخصيا داخل المملكة وخارجها، كما أنها عضو في (7) جمعيات للتصوير الفوتوغرافي محليا ودوليا..إنها الفنانة الفوتوغرافية سوزان باعقيل، مؤلفة كتاب ( حرف من الجزيرة العربية ) الذي تبرعت بريعه لجمعية مكافحة أمراض السرطان.. والتي كان ل(ثقافة اليوم) معها هذا الحوار. * بداية حدثينا عن فكرة تأليفك لكتاب (حرف من الجزيرة العربية) . الفكرة أتت من حبي واحترامي الشديد لكل شخص يمتهن حرفة. وحرصا على حفظ تراثنا العريق من الاندثار، وهذا أول كتاب يوثق الحرف للمرأة والرجل معا فقد جمع 90 حرفة ، و أكثر من 286 صورة فوتوغرافية في 300 صفحة حيث كانت الفكرة الأساسية توثيق الحرف التي أصبحت منقرضة في الوقت الحاضر، ليكون الإصدار بمثابة موسوعة تستفيد منها الأجيال ، ولتقديم تراثنا للآخر بأسلوب الصورة، إضافة إلى الفكرة المفلسفة عن ما ضم الكتاب من حرف. * وماذا عن الوقت المستغرق لاستقصاء ما وثقته من حرف؟ استنفذ الكتاب جهدا وسفرا وصبرا لمدة ثلاث سنوات، تنقلت فيها في مختلف أقاليم المملكة ومناطقها، لرصد الحرف في أماكنها الأصلية أينما كانت، ومهما كان الوصول إليها مكلفا، كسفري الى جزيرة فرسان وغيرها من القرى والهجر النائية. * يلاحظ بأن بعض صور الكتاب التقطت في مهرجانات فما مدى استفادتك من هذه المهرجانات؟ وعلى وجه الخصوص المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) ؟ المهرجانات التراثية بمثابة الأفراح التي أحضرها ، أعيشها، و لاشك أن مهرجان الجنادرية أضاف للحرف طابعا حيا استفدت منه كغيري، إلا أني اعتمدت بشكل أساسي على التنقل بصحبة كاميراتي الخاصة ، برا و بحرا وجوا بالتصوير من طائرة الهليكوبتر. * كيف تصفين لنا ما قدمته من تعريف بالإسلام للآخر عبر لغة الصورة وموضوعها؟ حرصت في تصويري على زوايا فنية وتصوير محترف، وقدمت شروحات الصور باللغتين العربية والانجليزية التي لا تعتمد الترجمة الحرفية، لفلسفة المضمون بشكل أرحب وأفضل وصولا إلى الآخر، وقد بدأت الكتاب بالكعبة المشرفة وكسوتها، وعرض لحرفة سيدنا نوح عليه السلام في صناعة السفن ، وقد حرصت على صور الكعبة، التي طالما سُئلت عنها في أكثر من مهرجان في بريطانيا وغيرها، ممن كانت تستوقفهم صور صفوف المصلين في الحرم المكي في العشر الأواخر من رمضان، ففكرة الدعوة إلى الإسلام إحساس موجود بداخلي لأني فخورة بإسلامي، وأحب أن اظهر ديني وبلدي وتراثي بصورة مشرفة وهذه رسالة وأمانة ويجب على الكل أن يؤديها عبر موقعه في الحياة العلمية والعملية. * قدمت المرأة على أنها منتجة مبدعة قادرة على جلب قوت يومها وإعالة أسرتها فهل كانت رسالة مقصودة موجهة إلى المجتمع الذكوري ؟ طبعا المرأة منتجة ومبدعة وفنانة، قادرة على جلب قوت يومها عندما تعمل فأداؤها يكون أجمل لكونها تمتلك الحس الفني والصبر والدقة، ولا ننسى أن المرأة كائن عجيب له القدرة على تأدية عملين في آن واحد أما الرجل يركز على عمل واحد، فالمرأة منتجة لأنها نصف المجتمع كما لا ننسى انها بذات الكفاءة التي يعمل بها الرجل. * ما البعد الذي حرصت على استنطاقه من الصورة؟ وهل هناك مدرسة معينة تنتمين إليها من خلال كتابك ؟ هدفي كان إظهار كتاب مصور، موضوعه الحرف بأسلوب تصويري راق، وبتقنية عالية حديثة، مع مراعاة الإضاءة والزوايا والتكوين في الصورة، مما يجعل الصورة تبدو كلوحة فنية كلما رأيتها زاد إعجابك بها، أما مدرستي التي انتمي إليها فهي احترامي لفن التصوير منذ الصغر من جانب، وحبي لتراثنا العربي من جانب آخر. ** ما تعليقك بإيجاز على: * الاهتمام بأدق التفاصيل في الصورة؟ حرصت على التفاصيل إبرازا لجمال الحرفة، ولأقدم صورة قادرة على أن تجيب على أسئلة القراء. * فتح معهد للتصوير الفوتوغرافي للسيدات. بصفتي مشجعة لكل من يحب فن التصوير، ولما قدمته من دورات، فالمعهد فكرة قائمة تحت الدراسة، حرصا وعشقا لنقل هذا الفن للشباب والفتيات في مجتمعنا، وأن أسهم في وصولهم إلى مستوى العالمية. باعقيل في المؤتمر العالمي للحوار سوزان باعقيل في أحد معارضها في الخارج غلاف الكتاب