يعود قائد المنتخب السعودي ونادي النصر حسين عبدالغني لقيادة فريقه في أهم مواجهة تجمعه بالمنافس التقليدي (الهلال) في ربع نهائي كأس ولي العهد، وتشكل هذه العودة أهمية بالغة؛ إذ يقدم عبدالغني خدمات مزدوجة لفريقه (الأصفر)؛ فهو القائد الذي احتاجه الفريق منذ سنوات، والظهير الأيسر المجيد للواجبات الدفاعية والهجومية، والقادر على تهدئة زملائه وبناء الهجمة يدعم كل ذلك روحه وحماسه الكبير الذي يتناغم مع ما عرف عن لاعبي النصر، وإذا كان قرار تعاقد النادي مع عبدالغني واجه آراء رافضة وصفت صفقة الانتقال بالفاشلة منذ بدايتها؛ فإن ما قدمه النجم الكبير من أداء لافت، وبمستويات ثابتة طوال مباريات الدوري السعودي، ومساهمته الفاعلة في النتائج والانتصارات المتوالية التي تحققت وارتقت بفريقه إلى الانفراد بالمركز الرابع جعلت جميع أصحاب الآراء المنتقدة للقائد المحنك يتراجعون عن آرائهم، ويعتبرونه أحد أفضل نجوم الموسم الرياضي الحالي. وما يقدمه عبدالغني للنصر يتجاوز حضوره الرائع داخل أرض الملعب؛ فقد كان له دور أساسي في جعل اللاعبين يؤدون بروح جماعية لا مثيل لها، وكان قائدا لزملائه اللاعبين الذين توجهوا جميعا لإقناع المدرب الأورجواني جورج ديسلفا بالعدول عن قرار استقالة كان يعتزم إصدارها بعد التعادل الأشبه بالخسارة مع الحزم بالرَّس. وفي بريدة تفاجأ اللاعبون عند التاسعة صباحا بتواجد قائدهم الغائب عن تشكيل مواجهة الرائد الخميس الماضي بداعي الإصابة في بهو الفندق، وبإصراره على التواجد معهم، ودعمهم حتى تحقق الفوز والتأهل لربع نهائي كأس ولي العهد؛ ما جعل قائد الفريق في تلك المباراة أحمد الدوخي يثمِّن موقف عبدالغني المؤثر، ويقدم مع زملائه الفوز هدية له في أجواء أسرية تعمل بروح الفريق الواحد. هو أفضل قائد يمكن أن يتقبل منه اللاعبون التعليمات؛ في ظل أن معظم من يمثل النصر منمن لم يتجاوز ال 23 عاما، وهو أفضل من يمكن أن يكون حلقة وصل بين اللاعبين والجهاز الفني والإداري، وإدارة النادي تثق به كثيرا، وترى خطواته تصب في مصلحة الفريق. اختيار عبدالغني قائدا للنصر واحد من أهم القرارات الإدارية الناجحة في النادي (الأصفر)، وثبت ذلك في وقت باكر هذا الموسم، والمتوقع أن يكون لهذا اللاعب الكبير دور أكبر في عودة النصر للبطولات في القريب العاجل.