قال مستشار الرئيس الموريتاني للشؤون الاسلامية، ورئيس لجنة العلماء المكلفة بمحاورة سجناء التيار السلفي الجهادي الشيخ محمد المختار ولد امبالة، في نواكشوط أمس إن الحوار قد انتهى بتحقيق نتائج "كانت فوق المتوقع". وأضاف أن أزيد من 80 في المائة من السجناء أقروا بأن العلماء صححوا لهم مفاهيم كانت خاطئة لديهم، وأوضحوا لهم أمور كانت ملتبسة عليهم في قضايا الجهاد والمستأمنين وغيرها. وأكد ولد امبالة أن هؤلاء السجناء كتبوا تراجعهم عن فكر التفكير والقتال، واقتناعهم بأن منهج الدعوة السلمية هو النهج الصحيح السليم، ووقعوا على ذلك، أما البقية فقد تباينت مواقفهم من الحوار ومن بينهم ثلاثة فقط رفضوا المشاركة فيه. وبخصوص القضايا التي أثيرت مع السجناء خلال جلسات الحوار، قال إنها كانت قضايا فكرية وفقهية وعقدية، من بينها أمور تطرح بإلحاح على الساحة الإسلامية، كقضية الديمقراطية والقوانين الوضعية وعقيدة الولاء والبراء، واعتبار التأشيرة تأمينا لا يجوز التعرض لصاحبه، فضلا عن قضية الحاكمية، وشروط ومحظورات الخروج على الحاكم إلى غير ذلك، مضيفا أن العلماء كانوا يوضحون للسجناء خلال النقاشات الصحيح من الخطأ ويقدمون لهم الدليل على ذلك. من جهة أخرى علمت "الرياض" من مصادر مطلعة في السجن المدني أن من بين من اعترفوا بخطئهم ووقعوا على وثيقة التراجع عن الفكر التفكيري، وتعهدوا بعدم حمل السلاح مستقبلا، اثنان من المجموعة التي قتلت السياح الفرنسيين في وسط البلاد سنة 2007، وآخرين. بينما رفض أمير التنظيم المحلي للقاعدة في موريتانيا الخديم ولد السمان، التوقيع على الوثيقة، وقال إن موقفه يحتاج إلى تشاور مع قادة القاعدة في المغرب الإسلامي الموجودين في معسكرات التنظيم بشمال مالي، كما رفض أحد السجناء وهو سوداني الجنسية مجرد مصافحة العلماء أو محاورتهم، واعتبرهم كفرة وعلماء سوء، كما هو الحال بالنسبة لاثنين من السجناء الموريتانيين.