يلمس المتتبع للتعليم العالي خلال السنوات القليلة الماضية بأن هناك حراكاً مستمراً قل ما تجده في قطاع آخر، وقد أثمر ذلك عن توسع كمي في عدد الجامعات وطلابها ومشاريعها وتطور نوعي في البرامج والأنشطة بمختلف أنواعها حتى أصبحت الوزارة كخلية النحل تعمل على مدار الساعة. ويمكن القول إن التعليم العالي يعيش عصره الذهبي ، وذلك بفضل من الله عز وجل، ثم بفضل الدعم السخي من لدن حكومتنا الرشيدة . فقد استثمرت وزارة التعليم العالي هذا الدعم المادي والمعنوي لتحقيق العديد من الإنجازات غير المسبوقة استفاد منها الوطن والمواطن ، وبدأنا نرى ثمارها ونحصد نتائجها .ففي زمن قياسي أصبح لدينا (24)جامعة حكومية وثماني (8) جامعات وعدد من الكليات الأهلية منتشرة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة حتى أصبحت مشكلة القبول شيء من الماضي . كما انتشرت مشاريع الجامعات في كل جزء من وطننا الغالي ، حيث أضحت مبانيها من معالم مدن ومحافظات المملكة . وبالأمس القريب صدرت الموافقة الكريمة على تحمل الدولة 50% من الرسوم الدراسية عن الطلاب الذين يقبلون في الجامعات والكليات الأهلية ، لتخفف بذلك الدولة العبء على هؤلاء الطلاب وإتاحة الفرصة لهم للالتحاق بالتخصصات التي يرغبونها . وبعدها زف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لأبنائه الطلاب بشرى أخرى وهي الموافقة على تمديد فترة الابتعاث للخارج لمدة (5) سنوات ، بعد أن شارفت الفترة الأولى لبرنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي على الانتهاء والتي وصل عدد المبتعثين خلالها إلى 70 ألف طالب وطالبة يدرسون في العديد من الجامعات الأجنبية المرموقة في مجالات تحتاج إليها خطط التنمية ، ليؤكد بذلك حرصه واهتمامه بإعداد وتأهيل شباب هذا الوطن في مختلف التخصصات ليعودوا بإذن الله تعالى إلى أرض الوطن ليساهموا في دعم النهضة التي تعيشها المملكة في كافة القطاعات، باعتبار هذه الفئة ثروة حقيقية يجب الاستثمار فيها. ثم تتوج وزارة التعليم العالي كل ذلك باستضافة أكثر من 300 جامعة من أعرق الجامعات وأكثر من 50 خبيراً وأكاديمياً في أكثر من 30 دولة وجمعتهم تحت سقف واحد في المعرض الدولي للتعليم العالي خلال الأسبوع الماضي بالعاصمة الحبيبة الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتخطوا بذلك خطوة إلى الأمام وتقود الجامعات السعودية إلى العالمية من خلال تمكينها من التعرف على التجارب الدولية في مجال التعليم العالي والاستفادة منها من خلال عقد اتفاقيات تعاون وشراكة بهدف الارتقاء بالتعليم الجامعي . كما كان المعرض فرصة ذهبية للطلاب للتعرف والاطلاع عن كثب على مؤسسات التعليم العالي العريقة حول العالم وما تقدمه من برامج وتخصصات . ولقد حظي هذا المعرض بإقبال كبير من قبل الجامعات الأجنبية ، الأمر الذي يؤكد مكانة المملكة دولياً . كما حظي أيضاً بإقبال شديد من قبل المجتمع لم يشهده أي معرض آخر . وكل المؤشرات دلت على النجاح الكبير الذي تحقق للمعرض . فالشكر كل الشكر لقيادتنا الرشيدة على هذا الدعم المتواصل للتعليم العالي ، ثم الشكر لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور/خالد العنقري ومعالي نائبه الدكتور/علي العطية على هذا الحراك المستمر والمبادرات المتميزة والجهود الملموسة التي يبذلانها والتي أحدثت نقلة نوعية للتعليم العالي . *مدير جامعة شقراء