** من يتابع تنافس الجامعات الجديدة..يشعر بفرح شديد..بأمل جديد..بسعادة بالغة..وطمأنينة عريضة إلى مستقبل هذه الجامعات..ومصير أبنائنا وبناتنا المنتمين إليها.. ** هذا التنافس القوي يتخذ عدة مسارات.. ** ولعل في مقدمة هذه المسارات..عقد الكثير منها تحالفات بالغة الأهمية مع جامعات..ومراكز بحثية عالمية متقدمة..للتعاون معها على كل المستويات..مستوى الابتعاث..ومستوى تبادل الأبحاث والدراسات والخبرات..ومستوى التخطيط والتنظيم والهيكلة..ومستوى التأهيل والتدريب أيضاً.. ** كما أن من أوجه تنافس هذه الجامعات..تسابقها في تلبية احتياجات المجتمع الذي تقوم فيه وتقوم على خدمة أبنائه وبناته بعد أن تغيرت أهداف الجامعة ووظائفها..ولم تعد مجرد أهداف فلسفية مجردة لا علاقة بها بالواقع..أو باحتياجات السوق ومتطلبات التنمية في المجتمع . ** ولذلك فقد ركزت أكثر هذه الجامعات على كليات الطب..والعلوم..والهندسة..وتقنية المعلومات..وإن كنا ننتظر منها أن تهتم كذلك بعلوم المستقبل كافة.. ** وإن كنت كذلك أتمنى أن تكون لكل منها هوية خاصة..تنبع من البيئة التي وجدت فيها..وتهتم بالدراسات والعلوم التي تتطلبها تلك البيئة..إذا كانت زراعية..أو صناعية..أو تراثية..أو ذات بيئة معينة تتطلع إلى توفير حلول علمية لمشاكلها..ومآسيها..بالإضافة إلى اهتمامها بالعلوم النافعة الأخرى..وبالإضافة أيضاً إلى إدراك حقيقة الفروق الفردية بين البشر..وبالإضافة إلى الحاجة الملحة إلى التركيز على جوانب الحرفية..والتخصصات التقنية..والمهنية البسيطة.. ** ذلك إن الجامعات بإيجادها لمراكز متقدمة من هذا النوع تستطيع أن تدعم جهود مؤسسة التعليم الفني..وترفع معدل الثقة في خريجي هذه التخصصات..وتلبي حاجة المجتمع إليها..وتحسن من مستوى فرص توظيف خريجيها ولاسيما في القطاع الخاص.. ** ذلك جانب.. ** أما الجانب الذي أتمناه على وزارة التعليم العالي..وكذلك على وزارة المالية فهو دعم ميزانيات هذه الجامعات..وتلبية احتياجاتها..وعدم التضييق عليها..وتمكينها من توفير المعامل والمختبرات ومراكز الأبحاث والدراسات العلمية..والإنفاق عليها بسخاء.. ** كما أتمنى أن نعطي هذه الجامعات العدد الكافي من وظائف الإعادة في مختلف التخصصات النافعة..فلا نقتر عليها في وظائف المعيدين..إذا نحن أردنا لها أن تواصل نموها وتزيد من درجة تجاوبها مع الخطط والبرامج المستقبلية التوسعية بما يتفق مع الأهداف المرسومة للاستثمار في الإنسان.. ** فما أسمعه هو..أن الكثير من هذه الجامعات يعاني..وهي لما تزل في سنوات العمر الأولى..فكيف يمكن لنا أن نمكنها من تحقيق النجاح المطلوب..ونشجع مبادراتها..وندعم توجه كل منها نحو التميز..ونحث خطى هذا التسابق الجميل بين إداراتها إذا نحن لم نغدق عليها..ونقوي بنيتها الأساسية منذ البداية..وفقهم الله وأعانهم.. *** ضمير مستتر: ** (المستقبل الجميل لا تصنعه الأماني والأحلام والطموحات فقط..وإنما يعين الدعم الحقيقي على الوصول إليه وتحقيقه).