سخرت مصادر سورية مطلعة من التهديدات التي أطلقها وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك ضد دمشق واعتبرت أن تصريحاته تندرج في إطار الارتباك الذي تعيشه إسرائيل. وكان باراك هدد بمواجهة عنيفة مع سورية يمكن أن تتدهور إلى حرب شاملة إذا لم تتم التسوية وقال «إذا اندلعت مواجهة على الحدود مع لبنان، فإن إسرائيل لن تحصر نفسها فقط في ضرب أهداف ل(حزب الله)». ورأت المصادر السورية في اتصال هاتفي مع «الرياض» أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد سورية ليست بالأمر الجديد وهي تأتي في إطار الحرب النفسية التي تسعى إسرائيل بين الفينة الأخرى إلى اطلاقها كما تأتي في إطار السياسة الاستفزازية التي تمارسها إسرائيل والتي من ورائها إلى التغطية على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية وخاصة مسألة استخدام الفوسفور الأبيض ضد المدنيين الإسرائيليين إضافة إلى تقرير غولدستون الذي عرّى الجيش الإسرائيلي وكشف جرائمه المنظمة ومنها سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين. وأكد المصدر السوري أن التهديد الإسرائيلي بالعدوان على سورية إنما هو للتغطية أيضاً على رفض إسرائيل للسلام ومضيها في توسيع إطار ترسانتها الحربية، وإيمانها بسياسة القتل والتدمير. من ناحية اخرى، تسلم الرئيس السوري بشار الأسد رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تطويرها إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك نقلها السيناتور فيليب ماريني مبعوث الرئيس الفرنسي إلى سورية رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية السورية. وجرى الحديث خلال اللقاء حول المراحل المتقدمة التي قطعتها العلاقات بين البلدين لاسيما في المجالات السياسية والاقتصادية والرغبة المشتركة في تطويرها بما يعكس الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين والاتفاقيات التي يجري التحضير لتوقيعها خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي لسورية الشهر القادم. كما تناول اللقاء تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وخصوصا على الساحة الفلسطينية وأهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية إضافة إلى خطورة ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة لاسيما القدس من عمليات تهويد وطرد للفلسطينيين. كما تطرق اللقاء إلى عملية السلام المتوقفة في المنطقة في ظل المواقف الإسرائيلية حيث قدم الرئيس الأسد رؤية منهجية لعملية السلام وأهمية الدور التركي في هذه العملية وأهمية وجود دور فرنسي مكمل للدور التركي.