سجلت أسواق الطائف مبيعات قياسية من العسل الصيفي خلال الأشهر الثلاثة الماضية على الرغم من عدم ورود العسل الصيفي الى الاسواق لانتهاء موسمه، بينما يتم الحراج يومياً على انواع من العسل الشتوي الذي دخل موسمه في سوق البلد. وقد ساهم الانتاج الوفير للمناحل التقليدية والحديثة خلال الصيف المنصرم في تغطية حاجة السوق من هذا المنتج المحلي، ويقبل الاهالي والسائحون على شراء أقراص العسل الصيفي لاستخدامه في اعداد المأكولات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة وتسهم في توفير الدفء للجسم خاصة وان الطائف شهدت انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة خلال الشتاء الحالي ووصلت درجات الحرارة الى ادنى مستوياتها خلال الشهر المنصرم. يقول الباحث السياحي عيسى القصير هناك مأكولات شعبية تقبل ربات البيوت على إعدادها في مثل هذه الايام مثل "قرص الملة" والذي يتكون من البر والسمن والعسل ويؤكل مع الجبن البلدي والتمر، وقرص المجرفة الذي يتكون من دقيق البر الذي يوضع بعد عجنه على المجرفة (صاج حديدي)، ويتم تقليبه حتى ينضج ويقوم البعض بغمسه بالعسل البلدي عند تناوله، والهريسة وهي مكونة من البر واللحم البلدي الرقيق وتهرس مع بعضهما وتطبخ حتى ينضج اللحم ويهتري، ثم يضاف إليهما السمن البري والعسل الصيفي، والمعصوب ويتكون من أقراص من البر البلدي يقطع في قدور خشبية، وتهرس جيداً، ويضاف إليها الموز والعسل والسمن البري، والعريكة وهو خبز بلدي يتم تقطيعه إلى أجزاء صغيرة، ثم يضاف إليه السمن البلدي والعسل الطائفي والتمر ويعجن سوياً وهناك العديد من المأكولات الشعبية المعروفة والتي يدخل العسل في محتوياته مثل السويق، المعقلة، العصيدة، الحنيذ، بالاضافة الى انواع من الحلويات البلدي والشرقي. عسل معروض للبيع بالمزاد ويتجمع باعة العسل بشمال المنطقة المركزية في وسط الطائف ويبيعون أجود الأنواع المحلية، بينما يقوم النحالون برص القدور المملوءة بالعسل والمجلوبة من مناحلهم في ساحة الحراج منذ الصباح الباكر للمزايدة عليها، وتنتشر المناحل البلدية والحديثة في مواقع متفرقة من القرى الزراعية التي انتعشت فيها البيئة الطبيعية عقب الامطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة خلال الموسم الحالي، ويتراوح سعر الكيلو جرام من العسل الصيفي ما بين 400 - 600 ريال. ويقدم فرع وزارة الزراعة بالطائف خدماته للنحالين بهدف تنمية الانتاج ودعم المستثمرين في هذا القطاع ومساعدتهم من خلال تعليمهم بالطرق الحديثة لانتاج العسل واستخدام التقنيات الحديثة لزيادة الانتاج وسبل معالجة الامراض التي تصيب النحل، وكيفية الحصول على أجود أنواع العسل، وهناك آلاف المناحل التقليدية التي تستخدم تجاويف جذوع الأشجار في تحضين الخلايا مع المحافظة على السلالات المحلية من النحل بينما توسع نحالون آخرون خلال السنوات الأخيرة في استخدام الطرق الحديثة في انتاج العسل للاستفادة من التقنيات المستخدمة وتسهيل انتاج المزيد من العسل المطلوب بقوة في الاسواق. يقول شيخ باعة العسل في الطائف ورئيس جمعية النحالين في المحافظة مقبول بن ساعد الطلحي ان سوق العسل بمدينة الورد يعد من أكبر أسواق العسل بالمملكة، ويقوم النحالون بجلب انواع العسل الى السوق صباح كل يوم، وتباع الكميات الواردة في مزايدة عامة يحضرها تجار السوق ولا يسمح ببيع العسل المغشوش أو المشكوك فيه، مشيراً الى أن العسل الصيفي ينقسم إلى قسمين هما العسل الأبيض ويستخرج من أعالي الجبال من نبات السحاة والشرمة والطباقة، وهذا الصنف من العسل سعره أغلى من باقي انواع العسل ويستخدم عادة كعلاج ويقدم أيضاً كهدايا، أما النوع الآخر فهو العسل الأسمر الذي يستخلص من أشجار المناطق المنخفضة كالسمر والسلم والطلح وسعره أقل من العسل الأبيض لكنه لا يقل جودة في التداوي وأيضاً الطعم.