لقد فطر الله عز وجل الإنسان في هذه الحياة الدنيا على أمور عدة وكان منها ميل الرجل للمرأة والعكس كذلك، وجعل الزواج في طبيعة الرجل والمرأة، وجعل بينهما ميثاقاً غليظاً، وبه يسكن بعضهما إلى بعض، ويحصل التناسل والنماء والتكاثر، فالزواج سكن نفسي، وتفريغ جسدي وشعور بالأمن وعدم الخوف، وإحساس بتسامي العواطف والمودة الصادقة وبُعدها عن المجاملة والتزييف. إن شريحة من الأزواج يعانون في الحياة الزوجية حياةً مريرةً بسبب عدة ظروف تجبرهن على قبول الحياة البائسة مع الزوج، ولجأ البعض منهن إلى تجميل واقعهن الحياتي بالتظاهر بالسعادة على حساب تعاستهن وذلك لجهل بعض الأزواج لتحقيق السعادة المثلى وحل المشكلات الأسرية. ولا تستقيم الحياة الزوجية إلا بالاستقرار، والسعي لبناء أسرة مترابطة تكتنفها السعادة والنجاح، والعمل على ذلك قبل البداية في هذه المرحلة الجديدة وذلك بتوعية كافة الزوجين بأهمية الحفاظ على الحياة الأسرية وتبصير المقبلين على الزواج بالحياة الزوجية والقيام بوظائفها وإرشادهم إلى عوامل الاستقرار والسعادة ومهارات وفنون التعامل بين الزوجين للقضاء على الأسباب التي تتسبب في القضاء باكراً على الحياة الزوجية وتأهيل الأزواج للقيام بالمهام الزوجية وإدارة شئون الأسرة والمنزل، وتوعية الأفراد بطرق شرعية إدارية لحل الخلافات العائلية. إن غياب التوعية الثقافية لدى الشاب والفتاة قبل الزواج هو أحد أهم الأسباب التي تقف في عدم التوافق في الزواج، فالحياة الزوجية تتعرض إلى أنواع عدة من الخلافات والمشاكل، بعضها يكون صغيراً وبسيطاً وبعضها يكون كبيراً وخطيراً، ونوع منها يكون بين الزوجين ونوع آخر بين الزوجة وأهل الزوج أو العكس، ومنها ينشأ في بداية وأثناء الحياة الزوجية وقسم آخر يظهر بعد تفككها وانحلالها، فظهور مثل هذه المشاكل واستمرارها في الحياة الزوجية يشكل عائقاً أمام سعادة الزوجين والأولاد، فالمجتمع بحاجة إلى دور ومؤسسات للرعاية الأسرية، تُعنى بالشأن الأسري وجميع ما يتعلق بمسائل التوعية الأسرية كوسيلة وقائية لحماية المجتمع من قضايا الطلاق التي تهدد استقرار وتماسك الحياة الزوجية والاجتماعية في قوة ترابطهما. فالتوعية والتثقيف النفسي والاجتماعي والديني تقي الزوجين من الوقوع في المشاكل العائلية، حيث إن تدريب الأزواج على أساليب بناء حياة مشتركة، يحقق النجاح للحياة الأسرية فهناك مجالات عدة لهذه الأساليب فكلما كان كل من الزوجين يسعى للوصول الى حياة زوجية سعيدة، ويبحث دائما عن طرق الاهتمام بمقومات الحياة الزوجية ومهاراتها، التي منها: المودة، الرحمة، الثقة، الاحترام، المعاشرة الحسنة، الصبر، التسامح، الحوار الهادف وتحمل المسئولية، كلما كان الزواج ناجعاً مستمراً بمشيئة الله.