عبر هذه المساحة نكمل حوارنا مع الفنان الأستاذ محمد صالح آل شبيب وهو من مواليد أم الحمام بالقطيف، حاصل على العديد من الدبلومات في التصوير المعماري والتجاري وتصوير البورتريه والمجوهرات والمنتجات عمل كمصور في أرامكو السعودية حتى عام 86 م. حصل على الكثير من الجوائز الدولية من نيويورك وسويسرا وهولندا والصين إضافة إلى الجوائز العربية والمحلية. شارك في أكثر من ثلاثة عشر معرضا محليا ودوليا. قدم الكثير من الدورات والمحاضرات وتحكيم المسابقات الفوتوغرافية. من يتعرف إليه عن قرب يجد الإنسان الفنان المحترف ليس في فنه ونظرته وحسب ولكن في سمو أخلاقه ورقي تعامله واحترامه لفنه وتلاميذه. فإلى بقية الحوار: * هل تختلف مقومات التحكيم في المسابقات في الوطن العربي عنها عالمياً؟ - إن مقومات التحكيم يجب أن لا تختلف في أي مكان ولكن يوجد اختلاف في فهم عملية التحكيم من شخص لآخر وذلك عندما ينقسم المحكمون، منهم من يحكم العمل من الناحية التقنية للصورة وطريقة تصويرها ومنهم من يحكمها بحسب الهدف من الموضوع، ولذلك يجب تحديد هوية المسابقة أولاً وعلى سبيل المثال ممكن وضع تصور لمسابقة تتكلم عن فن تصوير البورتريه وطرق التكوين والإضاءة، فهنا يجب على المحكمين الأخذ بتقنيات التصوير بالدرجة الأولى، ولكن لو كان موضوع المسابقة هو الحياة الريفية، فهنا نأخذ بعين الاعتبار عملية الإبداع والتقنية وقوة التعبير في هذا العمل الذي يعكس مفاهيم الحياة الريفية، إذن من الأفضل أن نختار محكمين لديهم ثقافة وعلم في هذا الإطار ولديهم إلمام بالعادات والتقاليد للحياة الريفية، وإذا ما استدعينا محكمين من دول بعيدة كل البعد عن هذه البيئة فسيكون هناك ظلم لكثير من الأعمال وذلك لجهل المحكم عن معنى صورة ما. * من خلال تحكيمك لمهرجان الأردن السابع.. كيف وجدت مشاركات السعوديين؟ - بالنسبة للمشاركات السعودية كانت أكثر من رائعة وتواجد أسماء معروفة، ولكن كان هناك كثير من الأعمال التي تكررت في عدة معارض ومسابقات وهذا يدل على حب الفنان لعمله بحيث ينتشر بشكل كبير في كل مكان وأيضاً لكسل الفنان بأن يقوم بتغيير أعماله سواء لضيق الوقت أو لعدم الإهتمام. * يقال إن الخليجيين أبدعوا في التصوير الفوتوغرافي لأن إمكاناتهم المادية تساعدهم على شراء معدات التصوير الغالية الثمن في حين أن غيرهم من العرب لا يستطيعون منافستهم مادياً.. ما رأيك بهذا الكلام؟ - الفن لا يحتاج إلى المال الكبير ولا يحتاج إلى كاميرات غالية الثمن بل تحتاج إلى فهم العمل الإبداعي ويمكن تقديم لوحات فنية بأبسط المعدات ولدي كثير من الصور استخدمت بها كاميرات رخيصة وأيضا بعض الأعمال بأغلى كاميرا في العالم، والمشاهد لم يستطع التفريق بينهم لأن الذي شده هو العمل الفني، ولكن في الخليج هناك حب واهتمام كبير بفن التصوير الفوتوغرافي وهناك جمعيات وجماعات تساند الفنان لتطويره وهناك كثير من الفنانين يتابعون المواقع العالمية ونقل أفكار عن طريق المنتديات لبعضهم البعض، وهناك جلسات واجتماعات للتشاور وتبادل الخبرات وهذا ما يميزهم. * ما رأيك في إقامة برنامج تلفزيوني أسبوعي للتصوير الفوتوغرافي؟ - أتمنى لو تحقق هذا الحلم ليصبح النواة الأولى عالمياً وسبقاً لم يحدث من قبل ولكن يجب أن يصب في النواحي التقنية والجمالية في فن التكوين والإضاءة ويمكن تقديم عمل أسبوعي يشرح فيه طريقة التحضير والتنفيذ. * بعد مشوارك الضوئي الطويل وشهرتك الواسعة.. هل تحققت أحلامك؟ وما الحلم الذي لم يتحقق؟ - الحمد لله لقد تحقق الكثير من آمالي وهو نشر ثقافة الصورة وهذا ملموس بشكل واضح على الساحة السعودية وهذا لم يأت من فراغ والحمد لله بل كانت هناك أياد بيضاء تدعم بمختلف التوجهات. الحلم الذي لم يتحقق هو وجود مادة لتدريس الفوتوغرافيا لأن الكثير من المبتدئين والمحترفين يحتاجونها كما نحتاج لوجود جامعات ومعاهد محترفة للتعليم.