يتألف الجهاز الفني لمنتخب مصر الأول من المدير الفني وهو الكابتن حسن شحاتة وشوقي غريب كمدرب عام وأكثر من مساعد فني ولياقي تحت مسمى مدرب، وتعتبر هذه الآلية أو التوزيع للمناصب والأدوار نظاما ثابتا يطبق في كل الأندية والمنتخبات وعلى جميع الدرجات، ولقد أصبح لهذه التجربة الرائدة منذ أن بدأت بالمراحل التجريبية مع المدربين الأجانب وحتى أن تطورت وتكاملت على يد الخبير محمود الجوهري الأثر الجيد على اتساع قاعدة الأجهزة الفنية وإنتاج المدربين وتواصل الانجازات وترابط المنظومة الفنية والإدارية وإعطاء الفرصة لإثبات الوجود، ولا شك أن للقبول والتأييد الذي حدث من قبل الإعلام والشارع الرياضي لهذه التجربة انعكاسا جيدا على مدى القناعة والاحترام الذي أصبح من أهم الصفات التي تتميز بها الأندية المصرية والمنتخبات. -لم يكن احد يتوقع أن يفرض حسام البدري اسمه كمدرب صاحب فكر فني وطريقة خاصة يلعب بها فريق الأهلي المصري بعد أن أمضى ثماني سنوات حافلة بالعديد من الانجازات والبطولات مع المدرب مانويل جوزيه البرتغالي، ولم يكن احد يصدق أن يترأس الجهاز الفني لنادي الزمالك احد أبناء النادي الأهلي وأكثرهم تسجيلا للأهداف في مرمى الزمالك على مدار أكثر من عشرين سنة ولا اعتقد أن هذه القناعة أو الثقة في المدرب المصري سوف تستمر أو يكتب لها النجاح لو لم تسير وفق منهج ثابت وأهداف واضحة لا تتأثر بالنتائج أو تتوقف لمجرد الرغبات والأهواء وما استمرار حسن شحاتة على رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر الأول بعد أن اخفق بعدم التأهل إلي كأس العالم 2010 إلا دليل على أن أصحاب القرار في الاتحاد المصري لكرة القدم أدركوا أن المدرب المصري قادر على العطاء بإخلاص والعمل من اجل الانجاز ولكنه بحاجة إلى دعم حقيقي وصلاحيات أوسع وأكثر مرونة، ومن هنا أقول إن التجربة المصرية لتأهيل الكوادر الوطنية الفنية في كرة القدم والاعتماد عليهم بشكل تدريجي ومدروس ليست الوحيدة في الوطن العربي ولكنها وبدون شك هي الأفضل خصوصا بعد أن اتجهت كل الأندية والمنتخبات إلى المدرب الوطني فتلاشت عقد التعصب وتوقف الهدر المالي فتلاحقت النجاحات الفنية وظهرت أسماء عدة جديدة وواعدة في عالم التدريب وتعتبر هذه التجربة التي قام بها الاتحاد المصري لكرة القدم من التجارب التي تثير الإعجاب وتستحق التقدير وتستحق المحاكاة والتقليد لاسيما وان الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبة الأمير نواف بن فيصل وباقي الأعضاء في لجان المنتخبات واتحاد كرة القدم هم أول من وقف ودعم المدرب الوطني في مواقف ومناسبات عدة محلية ودولية ويبقى الدور الأهم والأكثر تأثيراً على الأندية والإعلام والوسط الرياضي بشكل عام.