إذا كان هناك من صنف (الليث) بنموذجيته واستقلاليته وروح الشباب المتوفرة لديه (الضلع الثالث) على مستوى الأندية السعودية عطفا على القفزة الكبيرة التي يسجلها بين الحين والآخر في نتائجه وبطولاته ونجومه الكبار وتميزه الشرفي بوجود الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان واحترامه للمنافسة والمنافسين وضجيجه المدوي والمثير في ميادين كرة القدم فإنه من واقع تفوقه الحالي وانتزاعه لأولى بطولات الموسم (كأس الأمير فيصل بن فهد) يستحق أن يطلق عليه لقب (ثاني الكبار) وليس ثالثهم فهو الفريق الأبرز حضوراً ونتائج وعطاء والأكثر استقرارا ونجاحا في تعاقداته بعد متصدر الدوري الهلال، ولم تكن بطولته الجديدة بالأمر المستغرب والجديد، بل هي ترجمه حقيقية للاحترافية في العمل والجهود الإدارية والفنية التي تسير وفق أهداف تم وضعها من اجل تأسيس جيل متمكن من ملامسة الذهب ومتمرس في خوض المعارك الكروية عندما تتاح له الفرصة لخدمة الفريق الاول. لم يقلل منسوبوه من قيمة كأس فيصل بن فهد ويتذرعون بأنها مجرد إعداد، ولكنهم وفروا الأجواء المناسبة لانتزاعها، لم يستهينوا بالفرق الأخرى ويعتبرونها اقل منهم قيمة وطموحاً، انما اعدوا لها العدة ووضعوا نصب أعينهم أن الفوز يعني إضافة انجاز يكتبه التاريخ وتتذكره الاجيال الشبابية لإيمانهم أن البطولة - أيا كانت - تمنح الأجيال الثقة وتنمي لديهم روح التصميم والإرادة والانطلاق في ميادين الإبداع والانجازات المحلية والخارجية. الفكر الشبابي القائم على ضرب عصفورين بحجر واحد، الفوز بالبطولات وصناعة جيل يتعلم انتزاعها منذ الصغر لابد أن يتوفر لدى الأندية التي تسعى الى أن تكون في الواجهة دائما، ونظن أن الشباب بتوفر عوامل النجاح الفنية والإدارية والعناصرية والوصول الى هدفه دون بهرجة وضجيج يعد الأنموذج الأبرز في زرع الإرادة القوية للمنافسة وحصد البطولات، ولاننسى ان هذا الفكر بدأ مع مرحلة (سلخ الجلد) في عهد الرئيس الذهبي السابق الأمير خالد بن سعد مرورا برئاسة الإداري المحنك محمد جمعة الذي جاء بعده الإداري الذكي محمد النويصر ثم رجل مرحلة مواصلة التفوق سليمان المالك وطلال آل الشيخ وأخيرا إدارة خالد البلطان التي حافظت على المكتسبات التي حققتها الإدارات السابقة بل ضاعفت من قيمتها من خلال صعود (الليث) الى منصة البطولات في كل عام ووضع نفسه ثاني الأندية الكبيرة. هناك من كان ولايزال يدق على وتر أن الشباب ليس ناديا جماهيريا وإعلاميا وإذا كان هذه الميزة توفرت لدى الهلال والنصر وأندية أخرى فهي سلاح ذو حدين بل انهما لم يعيقانه عن تحقيق مبتغاه، بل ان رجالات الليث استغلوا الجانب المفيد المتمثل بالابتعاد عن الضغوط والشحن النفسي والتطبيل الذي يصل حد التخدير وأحيانا الانقلاب ضد الإدارة واللاعبين والنادي عندما يتعرض للظروف والأزمات، لذلك عملوا بهدوء دون تشويش وفق استراتيجية عنوانها التخطيط السليم وتطبيق سياسة (يد ترسم طريق النجاح وأخرى تحمل البطولات) فكان الذهب العنوان الابرز لمسيرة (الليث).