ليس بمستغرب أن يحظى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بهذا الحب الكبير الذي سكن قلوب الناس. فالأمير سلطان رجل دولة ورجل سياسة ورجل مجتمع.. عرفه الشعب السعودي كأحد أركان الحكم في بلادنا الغالية، فقد تربى في مدرسة الموحد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وهي مدرسة جامعة لكل خصال القيادة والسياسة.. فقد تتلمذ الأمير سلطان في هذه المدرسة فتعلم أبجديات القيادة المخلصة والحكمة حتى أصبح واحدًا من أمهر الساسة في الوقت الحاضر، فقد نجح سموه في معالجة الكثير من القضايا السياسية بكل حنكة وحكمة. وينتهج سموه تقليدًا أصيلاً استقاه من والده الملك عبدالعزيز، حيث يحرص على الالتقاء دوما بكل أطياف الشعب السعودي عبر مجلسه العامر الذي اعتاد عليه الناس، يستقبلهم بابتسامته المشرقة، ويديه الممدودتين بكل خير، يستمع لهم بقلب المحب، يجسد صورة مشرفة لتلاحم القيادة والشعب، ويمثل شكلاً فريدًا من اهتمام القيادة، بفتح قنوات اتصال مباشر مع كل الناس، حتى بات سموه قريبًا من كل قلب، باذلاً بسخاء ومعطيًا بلا منّة حتى تغنى بكرمه الشعراء. ولم يكن تواصل سموه مع الناس مقتصرًا على مجلسه، بل كان يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، يزورهم في منازلهم وفي كل مناسباتهم، فالتواصل لغة من لغات العطف والتراحم، ولأن سلطان الإنسانية يمنح هذه الميزة تقديرها الشامل وتميزها النادر لذلك أصبحت هذه الخاصية سمة من سمات سموه، فقد كنت أتذكر تشريف سموه لمنزل جدي ووالدي عندما كنت صغيرًا، وكيف هي صورة التواصل بأجمل صورها، وأعمق تعابير الولاء لقيادتنا الرشيدة. وإذا كان الأمير سلطان بارعًا في الإدارة والسياسة، فقد برع أيضًا بكل أعمال الخير، ولو أردنا أن نحصي معالم مسيرته في البذل والعطاء لما استطعنا، فقد وصف سموه الكريم بسلطان الخير، فسجل العطاء الخيري في بلادنا غني بكرم سلطان، فسموه يندر أن يحضر فعالية إنسانية أو خيرية دون أن يتبرع لها بسخاء علاوة على تبرعه للجمعيات أو المؤسسات العلمية، والمراكز البحثية، والجمعيات الخيرية في معظم بلاد المسلمين، وهو خير دليل على أن حب الخير والإنسانية الصادقة المتشبعة بمشاعر الصدق والإخلاص صفة أصيلة في شخصية سموه، وإذا كنا نعلم الكثير عن تبرعات سموه، فإننا نجهل الكثير من هبات سموه التي يمدها في ظهر الغيب طلبًا للأجر والمثوبة من الله. ولعل في إنشاء سموه لمؤسسة الأمير سلطان الخيرية دلالة واضحة على أن حب الخير صفة فطرية في سموه، وليست عابرة.. فهذه المؤسسة تمثل منارة في مسيرة العمل الخيري في العالم الإسلامي. إن هذه الألسن التي تلهج بالدعاء لسموه والتي يملؤها الفرح بعودته الى ارض الوطن إنما هي قلوب تنبض بالحب الذي غرسه سلطان الخير ، فهنيئا لسموه بهذا الحب، وهنيئا لوطننا بسموه، وهنيئًا لنا بعودته، أدام الله على سموه لباس الصحة وأعاده سليمًا معافى لوطنه الغالي.