كنتُ قد آثرتُ أن تبقى هاته المشاعر طي الجوانح غير أنّ القلب ضرب على أوتار شجنه ذات مساء، فجاءت هذه الأبيات بعدد سنين عمرها بوحاً أزجيه لمن أمضّه رحيل نوف بنت عبدالعزيز العسكر لعلّ أن يكون فيها بعضُ عزاء: دمعاً سيرثيك قلبٌ شفّه الداءُ وأمطرته بوابلِ الحزن أنباءُ يا بهجةَ النفسِ كان العيدُ مبتهلاً يدعو ملياً وللأكوان إصغاءُ! كنا قلوباً تعيش البرءَ أمينةً فسلَّها الموتُ إن الموتَ مضّاءُ! كنا وكنتِ وكان الموتُ ذا عَجَل استل قلباً فذابت منه أجزاءُ قاسٍ هو الموت يُدني كأسَه حذِراً يرمي بصمتٍ.. وما للموت أغفاءُ! أي نوفُ قد وعظتنا منك موعظةٌ بكماءُ فاستنطقتْ قلباً به الداءُ! يا نوفُ ما الغصنُ؟ ما الأوراقُ يانعةً؟ إن غادرتها جذورٌ منك شمّاءُ نبقى كما لوحةٍ قد أبدعت فمضت بلا إطارٍ ولفَّ النورَ ظلماءُ كنتِ نشيدَ نوادٍ أنتِ روعتُها فالآن تخبو.. وتمضي منك أصداءُ! هذي الحياة فصولٌ كنتِ بهجتَها يا بؤسَها سلّها بعدٌ وإقصاءُ! أجبتُها مذ رآها القلبُ ذات مسا وفي حناياي أشياءٌ وأشياءُ سارت وفي مقلتيها للحديث ضنيً ومسّها في خفايا القلب لأواءُ ما لفّ قلباً شجياً منكِ أمنيةٌ وما احتواكِ بريقُ العيش وضّاءُ! يا نفس عُودي إلى الرحمن والتمسي رضا كريمٍ فقد مسّتك ضرّاءُ يا سائراً ما ونى في الخطو مكتنفاً جُنحَ الظلام وقد أنضته بأساءُ باقٍ نداكٍ وإن أقصيتِ في جَدَثٍ في قلب كل محبٍّ منك إمضاءُ!