عبدالله الذي أعنيه في العنوان ليس رئيس لجنة الحكام عبدالله الناصر، بل زميلي الكاتب عبدالله الفرج الذي كتب في زاويته "من حق القلم" يقول: " المنافسة في البطولات السعودية تزداد قوة؛ بينما لجنة التحكيم والحكام محلك سر". ولا أخفي أن عبارة الفرج قد استفزتني؛ لأنني أرى فيها توصيفاً لا يطابق واقع التحكيم لدينا، فهي تجمله فتظهره على غير حقيقته، ولذلك فليسمح لي زميلي الموقر أن اعترض على تقييمه للتحكيم السعودي الذي أرى أنه أعطاه ما لا يستحق، فإن يقول بأنه "محلك سر" فذلك يدخل في باب الإطراء المبالغ فيه للجنة التحكيم والحكام معاً، وإلا فالحقيقة التي لا يخالجها شك ولا تأويل هي أن التحكيم السعودي يسير القهقرى، أو بالعربي الفصيح "يمشي بالريوس"!. وإلا فماذا يعني أن يتداعى سقوط الحكام الواحد تلو الآخر، الدولي منهم وغير الدولي، بل الأدهى أن من يحملون الشارة الدولية كانوا في مقدمة الراسبين، حتى لم يبق واحداً منهم بمنأى عن الفشل الذي استشرى في جسد اللجنة وحكامها إلا واحداً هو الصاعد فهد المرداسي الذي نسأل الله أن ينجيه من طوفان الفشل الذي اجتاح لجنة الناصر حتى يقود نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد بنجاح ليحفظ ماء وجه التحكيم السعودي الذي أريق بسبب الأخطاء القاتلة لزملائه الحكام والتبريرات الفجة لرئيسهم. المصيبة الكبرى والطامة العظمى في التحكيم السعودي ليست في الأخطاء التحكيمية الفادحة التي يرتكبها الحكام بكافة درجاتهم وفئاتهم والتي دفع ثمنها كل الأندية دون استثناء بل في التبريرات المثيرة للسخرية تارة، وللحنق تارة أخرى، إلى حد أن الإداريين المثاليين في ساحتنا الرياضية باتوا يساقون قسراً للخروج من عقال المسؤولية بعد ان اشتكوا لطوب الأرض مما يحيق بهم وبفرقهم. الأمثلة على ذلك كثيرة، ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر مباراة الهلال والوحدة التي خرج فيها الناصر بتبرير غريب ومستفز على طريقة المشجعين المتعصبين لعدم احتساب هدف ويلهامسون، ليتسبب تبريره في إحداث لغط كبير، وكذلك خروجه بعد مباراة الفتح والشباب بذلك التبرير المفجع لكارثة العمري وحكاية الصوت التي سجل بها سابقة في تاريخ التحكيم في العالم، ففتح نيران النقد عليه وعلى لجنته من كل حدب وصوب، ثم جاءت مواجهة الهلال والأهلي التي تفنن فيها العواجي ومساعديه، إذ لم يتركوا خطأ تحكيمياً إلا وارتكبوه بحق الفريقين، ليخرج الناصر مبرراً لهم بطريقة لا تدل على شيء سوى أن الرجل استمرأ استفزاز مسؤولي الأندية، وهذا ما كان عليه مشرف فريق الأهلي الأمير فهد بن خالد الذي خرج عن طوره إزاء تلك التبريرات المستفزة وهو المعروف بحلمه وأناته. إنني وبعد كل ما حدث من لجنة التحكيم وحكامها من إفساد للمنافسات الشريفة، وتوتير للساحة الرياضية، والتي بتنا نخشى أن تصل معها الأمور إلى مرحلة الانفجار، أرى أنه لم يعد من حل لإنقاذ سمعة التحكيم السعودي، وإعادة الهدوء للوسط الرياضي سوى حل هذه اللجنة؛ وحتى ذلك أتمنى على عبدالله الناصر إذا ما أراد الخروج مدافعاً عن حكامه أن يقول خيراً أو ليصمت!.