أكد الدكتور فهد بن صالح السلطان الأمين العام لمجلس الغرف السعودية أن أرقام التبادل التجاري بين السعودية وسنغافورة لا تمثل حجم الفرص المتاحة ولا طموحات رجال الأعمال من الجانبين. ودعا السلطان إلى ضرورة مسارعة الجانبين على العمل بمهنية لتحويل الطموحات لبرامج عمل واقعية تدفع بعلاقات البلدين، مبيناً في الوقت ذاته إن مجلس الغرف السعودية سيعمل بكل جد لتطوير فرص الشراكة التجارية والاستثمارية بين البلدين. وأعلن السلطان بأنه تم الاتفاق خلال اجتماع مجلس الأعمال المشترك بين السعودية وسنغافورة على تسهيل حركة رجال الأعمال السعوديين والسنغافوريين فيما يتعلق بتسهيل منح التأشيرات وإعداد خطة عمل تتضمن محاور محددة تمكن الجانبين من تطوير علاقاتهما الاقتصادية وتجاوز العقبات المختلفة. وقال الأمين العام لمجلس الغرف السعودية بأن هذا اللقاء يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة تتطلب تمتين وتعزيز علاقات البلدين لتحويل تلك التحديات لفرص حقيقية تعود بالنفع على اقتصاد البلدين. ووصف السلطان سنغافورة بأنها تمثل شريكا اقتصاديا رئيسا مؤكدا أن زيارة الوفد السنغافوري إلى المملكة تهدف إلى تدعيم أواصر العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين التي أخذت تشهد تطورا ملحوظا منذ تأسيس مجلس الأعمال المشترك، الذي كان له دور بارز في تعزيز وتمتين العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى نقل التقنية السنغافورية إلى المملكة. وتبنى مجلس الغرف السعودية خلال الاجتماع الذي ناقش مجالات التعاون الاستثماري والتجاري بين البلدين وسبل تعزيزها وإمكانات وفرص الاستثمار في السوق السعودي، مبادرة لدعم وتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة وسنغافورة. وأشار أن حجم التبادل التجاري بين سنغافورة والمملكة في 2008 بلغ حوالي 48 مليار ريال وحجم المشاريع الاستثمارية السعودية السنغافورية المشتركة بالمملكة تبلغ 33 مليون دولار. من جانبهم، تناول رئيسا مجلس الأعمال السعودي السنغافوري عبد الله المليحي وتانج كنفيو جهود مجلس الأعمال المشترك في الدفع بعلاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين وأوضحا بان برنامج الوفد السنغافوري يتضمن زيارة عدد من الشركات والهيئات السعودية لبحث فرص عقد شراكات تجارية واستثمارية خاصة في مجالات البتروكيماويات والتعليم والتقنية ومشاريع المياه وغيرها. وأشار المليحي لبعض من انجازات مجلس الأعمال السعودي المشترك خلال الأعوام الماضية والتي كان من بينها فتح خط جوي للطيران مباشرة بين المملكة وسنغافورة وحصول رجال الأعمال السعوديين على تأشيرات لمدة خمس سنوات بدون جوازات السفر. من جانبه، تناول رئيس الجانب السنغافوري في مجلس الأعمال المشترك الجهود التي يضطلع بها مجلس الغرف السعودية واتحاد الأعمال السنغافوري في تعزيز علاقات البلدين الاقتصادية، وقال بان زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز في العام 2006 مهدت الطريق أمام تطور هذه العلاقة حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون تجاري واستثماري أعطت دفعة قوية للعلاقة بين البلدين. وذكر بان المملكة وسنغافورة لديهما العديد من الفرص التي يمكن استثمارها نظرا لحجم اقتصاد المملكة ، إضافة لما يتمتع به البلدان من بيئة استثمارية مواتية. وعلى الصعيد نفسه، وضمن فعاليات اللقاء تم عقد حلقة أعمال سعودية سنغافورية ضمت ممثلين عن كبريات الشركات السنغافورية العاملة في مختلف التخصصات إضافة لعدد من الشركات السعودية ،وذلك بحضور السفير السعودي بسنغافورة دكتور جميل مرداد والسفير السنغافوري بالمملكة ، حيث جرى بحث أوجه التعاون وفرص الشراكة التجارية والاستثمارية بين الجانبين. وقدم مجلس الغرف السعودية خلال اللقاء عرضا للجانب السنغافوري عن الاقتصاد السعودي وتأثره بالأزمة المالية شرح من خلاله متانة وقوة الاقتصاد السعودي وسلامة سياسة المملكة الاقتصادية في مواجهة ظروف الأزمة العالمية ، كما تناول البيئة الاستثمارية والقطاعات الاقتصادية المختلفة ومشاركة القطاع الخاص وفرص الاستثمار المتاحة ، فيما قدم الجانب السنغافوري عرضاً مماثلاً عن اقتصاد سنغافورة بيئتها الاستثمارية وفرص الاستثمار المتاحة إضافة لعرض عن قطاع السياحة بسنغافورة.