فاصلة : «النجاح هو أعظم خطيب في العالم» نابليون بونابرت - أطالع بسعادة بالغة صورة د. خولة الكريع وهي تتقلد من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وأجزم أن هذه الصورة تساوي آلاف الكلمات التي نقولها في أكثر من مناسبة عن كفاح المرأة السعودية باتجاه خدمة مجتمعها وتحقيق أهدافها العلمية والعملية. لا أريد أن نثبت للعالم أن ملكنا يقدر المرأة ويحترمها فمنذ أن تسلم مقاليد الحكم ونحن ننعم بعصر مختلف بكافة المقاييس والعالم كله يدرك أي شخصية قيادية إصلاحية هو ملكنا. ولا أريد أن نثبت للعالم أن للمرأة السعودية قدرات ومهارات تجعلها تقدم أحدث الاختراعات العلمية في ذات الوقت الذي لم تتخلى فيه عن مسؤوليتها كمربية للأجيال مثل معظم نساء العالم الذين استطاعوا أن يوائموا بين مسؤولياتهم الأسرية والمجتمعية فلا يعيقهم شيء عن تحقيق ذواتهم وخدمة مجتمعهم. أريد فقط أن تثبت هذه الصورة للنساء السعوديات اللواتي يشككن في أن يتقلدن ارفع المناصب في الدولة أو أن تقدرهن الدولة كما تقدر الرجل فقط لأسباب جندرية. أريد أن تثبت الصورة لبعض الرجال الذين يشككون في قدرة المرأة السعودية ويتهمونها بالسطحية اوالطموح القاتل بحيث إن نجحت شككوا في قدرتها على رعاية أسرتها، فخولة الكريع زوجة وأم وفي ذات الوقت عالمة وباحثة في مجال صعب. الفكرة الرئيسة في الصورة ليست ملكاً يصافح امرأة ويقلدها وساماً رفيع المستوى إنما هي رسالة إعلامية قوية لكل من يشكك في قدرة المرأة السعودية ولكل من يهبط من عزيمتها بأن المجتمع وإن تقلدت أرفع المناصب فسوف ينظر إليها بتشكك وفقا لبعض أعرافه البعيدة عن الدين. ربما كان المجتمع ذكورياً ربما كانت الأسرة بضغوطها الثقيلة لا تفتأ عبئا ثقيلا على روح امرأة طموحة لكن حين تمتلئ الروح بالإيمان واليقين بأن الله لا يضيع جهد مجتهد أبداً تولد الطاقات الجبارة لتحقيق الإنجازات الكبيرة دون التفات إلى فروقات بيولوجية أو ثقافية أو اجتماعية.