في وقت تعيش المرأة السعودية أبهى وأزهى عصورها في عهد خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله ورعاه- حيث اعتلت أعلى المناصب حتى تقلدت منصب نائب وزير التربية والتعليم ومنصب وكيل التعليم، وكرمت العالمات السعوديات وكانت العالمة الدكتورة خولة الكريع رمزاً للمرأة السعودية التي نالت شرفاً عظيماً بتقليدها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وأدرج اسمها في مناهج العلوم المطورة لتكون قدوة وأنموذجا للفتيات السعوديات، وغير ذلك من الإشادة بدور المرأة وعطائها وتميزها وعلمها لأنها تعد مفخرة بمعنى الكلمة ولا شرف أكبر من تكريم ولي الأمر حفظه الله لها حتى في كلماته والتي تعتبرها كل فتاة وامرأة سعودية وساماً على صدرها. بالرغم من كل هذا ما زال بيننا ومعنا رجال لا يريدون أن يعترفوا بحق المرأة في تولي مناصب قيادية في مجالات عمل تجمع بين الرجل والمرأة، في وقت يحمل كل واحد منهما نفس المؤهلات، ولكن تختلف الخبرات والإنجازات والكفاءة والجدارة وفق محكات ومعايير واضحة وضوح الشمس، من الأجدر ومن الأحق بمنصب القيادة. للأسف الشديد بعد دمج وتوحيد إدارات التعليم في كل منطقة ومحافظة هناك بيننا عقليات لا تريد أن تعترف بالجدارة والتميز، بل بمنطق الذكور والإناث.. ويستشهدون بالآية الكريمة (الرجال قوامون على النساء).. نعم حقاً وصدقاً هكذا قال ربنا في قوامة الرجل على المرأة في البيت والأسرة والحقوق الشرعية وليس في العمل، العمل تحكمه أنظمة ولوائح وقوانين وحقوق وواجبات وإنجازات مكتوبة وموثقة في السجلات. في مقولة سمعتها في حفل تخرج لطالبات كلية من أيام، استشهدت بها إحدى المتحدثات فقالت نقلاً عن الدكتورة سلوى الهزاع بأن المرأة السعودية لابد أن تعمل عشر أضعاف الرجل حتى يعترف بإنجازها وتثبت وجودها. أقول للدكتورة هنيئاً لك ما حققتِ من إنجازات، وكم هي مسكينة تلك المرأة التي يصر بعض الرجال على معاملتها على أنها قاصر ولا يحق لها تولي منصب قيادي، وهذا أمر يخالف كل التوجيهات المعتمدة من صناع القرار. لا لشيء سوى تعصب وتحجر فكر وبقايا إرث جاهلي لايزال راسخاً في بعض العقول ما أنزل الله به من سلطان. في خاتمة كلامي أقول لهؤلاء: لا تستشهدوا بحديث (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، فهذا ليس موطن استشهاد، ولا يليق في هذا المقام، وارجعوا لكتب السيرة لتعرفوا مناسبة هذا القول وفيمن قيلت ولماذا..؟ ولا تكونوا كمن يقرأ النص القرآني لا تقربوا الصلاة ثم لا تكملوا الآية الكريمة. ألم يولِ سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- المرأة في عهده، أم أن هذا أمر تتجاهلونه، ومعلوم لنا جميعاً شدة عمر وقوته وتمسكه بالنهج النبوي الشريف الذي أوصى بالنساء خيرا. اتقوا الله في النساء، ولا تحرموهن حقوقهن، وإن كان ولابد فلا داعي للدمج وتوحيد الإدارات إن كان هذا الفكر هو السائد لدى البعض، فلتتولَ المرأة قيادة بنات جيلها، فهناك رجال في مجتمعنا مازالوا يحكمون بمنطق الذكورية ولا يريدون أن يعترفوا بحقي وحق أخواتي من النساء المشهود لهن بالخبرة والجودة والإتقان والإخلاص في العمل والله على ما نقول شهيد.