قلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض، كبيرة علماء بحوث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ورئيسة مركز البحوث، الدكتورة خولة بنت سامي الكريّع، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، نظير تحقيقها إنجازات بحثية متميزة. وهي برعت في تطوير دراسات، وحققت إنجازات طبية متميزة في مجال بحوث الصفات الوراثية (الجينية) للخلايا السرطانية. خولة الكريّع ليست المرأة السعودية الأولى التي تتميز في مجالها، وسبقتها سيدات سعوديات نلن شهرة عالمية، مثل سلوى الهزاع، والدكتورة حياة سندي، وغادة مطلق المطيري، وفاتن خورشيد، وهويدا القثامي، ومشاعل العيسى، وسميرة سلام، وفهدة الشبيب، وغيرهن كثيرات. فضلاً عن أن المرأة السعودية أصبحت منافساً حقيقياً للرجل في مجالات التعليم والإعلام، الأعمال والإدارة، وبدأت تتصدر المشهدين الاجتماعي والاقتصادي في البلد، ودخلت مجالس إدارات الغرف التجارية. لا شك في أن وضع المرأة في المجتمع السعودي تغيّر في شكل جذري، منذ تولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحكم، فتقلدت مناصب رسمية للمرة الأولى، وأصبحت حاضرة بقوة في مشهد الحياة اليومية، ولقي حضورها ومبادراتها تشجيعاً، لكن وعلى رغم كل هذه التحولات لا تزال المرأة السعودية تعاني جور المعاملة، والنظرة المجحفة، المستندة الى بعض التقاليد والقوانين التي تكرّس بقاء المرأة مواطناً من الدرجة الثالثة. قبل أشهر، بثت إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية تقريراً عن شابة سعودية تعمل طيّاراً في إحدى الشركات الخاصة، وتحدث التقرير عن حياتها وظروف عملها، وشجاعتها وتفوّقها. وفي نهايته قال مقدم البرنامج: «هذه السيدة تحلق في الأجواء وتقطع آلاف الكيلومترات بين دول العالم وقاراته، لكنها لا تستطيع أن تقود سيارتها الى منزلها». هذه العبارة تجسد الوضع المتناقض الذي تعيشه المرأة السعودية اليوم، فهي على رغم كل إنجازاتها ما زالت تفتقد المساواة الحقيقية، وغير قادرة على تولي معظم أمورها بنفسها، ولا تستطيع ان تسافر او تذهب الى محكمة، او دوائر رسمية من دون إذن او اصطحاب ولي أمرها، بل إن المطلقة او الأرملة تحتاج الى موافقة اكبر أبنائها على تقرير مصيرها، ولو كان مراهقاً لا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، ولا يستطيع ان يحل مشاكله الخاصة.